*- شبوة برس - اللواء سعيد الحريري
تمر اليوم الذكرى السابعة والعشرون لرحيل المناضل الكبير عمر عبدالله الجاوي، الذي ترك بصمة خالدة في تاريخ النضال الوطني اليمني. كان الجاوي رمزًا للفكر التقدمي، والوحدة الوطنية، والنضال من أجل الحرية والديمقراطية، حيث كرّس حياته دفاعًا عن حقوق الشعب اليمني وقيم العدالة والمساواة.
النشأة والبدايات
وُلد عمر الجاوي عام 1938 ونشأ في بيئة مشبعة بروح المقاومة ضد الاستعمار والاستبداد. تلقى تعليمه في عدن، التي كانت آنذاك مركزًا ثقافيًا وسياسيًا، ما ساعده على تطوير وعيه الفكري والسياسي في وقت مبكر.
مسيرة نضالية حافلة
برز الجاوي كأحد أعمدة الحركة الوطنية في ((الجنوب اليمني))، حيث انضم مبكرًا إلى الحركات المناهضة للاستعمار البريطاني. شارك بفعالية في ثورة 14 أكتوبر 1963، التي انتهت بإعلان استقلال جنوب اليمن عام 1967. كما لعب دورًا محوريًا في تعزيز وحدة الصف الوطني بين الشمال والجنوب، وساهم في ترسيخ فكرة الوحدة اليمنية التي ظل يدافع عنها حتى آخر لحظات حياته.
الدور الثقافي والصحفي
إلى جانب دوره السياسي، كان الجاوي كاتبًا ومفكرًا متميزًا. أسّس مجلة الحكمة ”، التي كانت منبرًا للتعبير عن القضايا الوطنية والمطالب الشعبية. كما قاد اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، حيث عمل على توحيد الكتّاب والمثقفين من مختلف التيارات، مؤمنًا بدور الثقافة في بناء الوعي الوطني.
((رائد الوحدة الوطنية))
لم يقتصر نضال الجاوي على القضايا المحلية؛ بل كان مدافعًا شرسًا عن الوحدة العربية والعدالة الاجتماعية. دعا إلى التسامح السياسي ونبذ العنف، وشدد على ضرورة الحوار كوسيلة لحل الخلافات، ما جعله هدفًا لمحاولات اغتيال عديدة، نجا من بعضها، لكنه ظل صامدًا في وجه التحديات.
الوفاة والإرث الخالد
توفي عمر الجاوي في 22 ديسمبر 1997، تاركًا وراءه إرثًا فكريًّا وسياسيًّا غنيًّا. لا تزال كتاباته ومواقفه مصدر إلهام للأجيال الجديدة من السياسيين والمثقفين، خاصة في ظل الأزمات التي تعصف باليمن اليوم.
ختامًا
في الذكرى السابعة والعشرين لرحيله، يتذكر اليمنيون المناضل عمر الجاوي كمثال حي للثبات على المبادئ، والإيمان بالوحدة، والنضال السلمي من أجل مستقبل أكثر عدالة. ستظل مسيرته درسًا خالدًا لكل من يحمل هموم الوطن ويؤمن بأن التغيير الحقيقي يبدأ من الفكر الحر والعمل المخلص.
*- شبوة برس – الأيام