"الكفاءة والثقة"، عنصران أساسيان لتحقيق النجاح، وفي بناء الدولة تأتي الكفاءة أولاً ثم نوع الثقة. قد تكتسب الكفاءة الثقة من خلال حسن الإدارة والقيادة.
لنأخذ مثالًا على حكومة قررت إنشاء شركة حكومية لصناعة البسكويت ومنحت إدارتها لشخصية اعتبارية، حيث منحه رئيس الحكومة سنة لتحقيق النجاح أو التغيير والمحاسبة.
في أول يوم لهذا المدير في الشركة، يتفقد المصانع تمهيدًا لاستلامها من الشركة التي قامت بتركيبها. الآن، المهمة أمام المدير هي اختيار طاقم العمل وفقًا للاختصاصات. سيفكر المدير في أمرين لا ثالث لهما: الكفاءة أو الثقة.
إذا اختار الكفاءة، سيعلن في الصحف المحلية للبحث عن كفاءات لشغل الإدارات داخل المصنع، محددًا يومًا لاستقبال الطلبات والتدقيق في اختيار الأفضل والمناسب. أما إذا اعتمد على الثقة، سيجري مكالمات هاتفية مع أصدقائه وزملاء المدرسة والجامعة للعمل لديه في المصنع.
قد تحقق الكفاءة إنجازات ملموسة، ولكن المدير قد يفكر في وسيلة لتحقيق مكاسب شخصية، معتقدًا أنه لن يظل في الشركة وسيتم تغييره. لذلك، سيفكر أولًا في "الثقة"، فقد يجد في أصدقائه أو أقربائه وسيلة لتحقيق أرباح دون تدخل خزينة الشركة. هؤلاء الأشخاص يُعتبرون "أهل ثقة"، بشرط ألا يكون بينهم من قد يوشي به، إلا إذا شعر أحدهم بأنه لا يحصل على نصيبه.
لذلك، محاربة الفساد تبدأ بفرض الكفاءات في كل اختصاص، بينما يتفشى الفساد عندما يعتمد المدير على الثقة الشخصية. الباحث عن الثقات يكون باحثًا عن الفساد، في حين أن الباحث عن الكفاءات يكون باحثًا عن وطن. يمكنك إسقاط هذا المنطق على كل مؤسسة أو شركة أو مرفق أو جهاز أمني أو عسكري أو حزب سياسي.
#صالح_أبوعوذل