بعد سقوط نظام بشار الأسد مباشرة، أعلن النتن ياهو الغاء اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا الموقعة عام 1974 في جنيف بإشراف الأمم المتحدة والإتحاد السوفيتي وأمريكا في اشارة فجة وصريحة من الكيان الصهيوني بأن له يد طولى فيما حصل في سوريا، وأن أمريكا هي التي اسقطت بشار الأسد وليس ما يسمى (بالمقاومة السورية).
قد يعتبر البعض هذا الكلام افتراضي ولايوجد ما يؤكده.. لكن الواقع الذي يتحقق على الأرض السورية من تدخلات عسكرية واحتلال اسرائيلي وتركي للأراضي السورية يدل بما لايدع مجال للشك ان احداث سوريا ما كان لها تحدث بهذا السرعة لولا صفقة سرية تم بموجبها بيع سوريا من اجل تسويات سرية لا نعلمها لكن الأيام ستكشفها.
إعلان رئيس وزراء الكيان الصهيوني إلغاء اتفاقية 1974 يمهد الطريق لاحتلال جزء من سوريا وهو ما تفعله إسرائيل الآن بعد ان اصبحت قواتها على بعد 20 كيلومتر من دمشق ومن المحتمل ان تحتلها في اي لحظة دون مقاومة.. ما يسمى (الفصائل المسلحة) او المليشيات التي تسيطر على سوريا الآن تستمتع بنشوة (النصر المشوه) على اصوات الغارات الإسرائيلية المتواصلة التي تدك البنية العسكرية السورية وتدمر كل هدف عسكري في اي مكان في سوريا.
إسرائيل هي من ربحت سقوط الأسد وليس الشعب السوري.. لم يكن الأسد يشكل اي خطر على إسرائيل لكنها كانت تخشى وجود نظام دولة معترف بها واتفاقيات من الصعب الغائها، ووجدت الفرصة سانحة بعد سيطرة المليشيات على سوريا.
المستقبل السوري لا يبشر بخير وتلك المليشيات متعددة الأهواء والولاءات لايمكن ان تتفق وتشكل حكومة موحدة وهذه وجهة نظر نتمنى خلافها في استقرار لشعب سوريا الذي عانى طويلا من الحكم البعثي المجرم.
إسرائيل تخلصت من حماس وحزب الله واخيرا تخلصت من الدولة السورية ولم يبق حولها ما تخافه، ستتمدد في كل الإتجاهات بلا رادع بعد ان ضمنت أن العروبة اصبحت تاريخ من الماضي نتغنى بها في مواقع التواصل .. وبعد ان اصبح حكام العرب (الف ماشي عليه) .. وبعد ان دمرت مؤامرات الأعداء الجيوش العربية التي كانت تهدد وجود إسرائيل ومصالح أمريكا.
يقول لنا (بعض المطاوعة) ان إسرائيل ستزول خلال هذه السنوات أنه وعد الله ولا يخلف الله وعده ولا ننكر ذلك إذا كان وعد من الله.. لكنا نرى إسرائيل تكبر وتتوسع والعرب يصغرون ويتقزمون خجلين مما يحصل!!
قد يحصل زوال لإسرائيل لأن لكل ظالم نهاية وحتى اليهود في كتبهم ذكروا ان نهاية دولة إسرائيل قد اقترب.
نحن نريد زوالها الآن وليس غدا لكن زوالها لن يتم الا بهمة رجال وتضحيات كبرى تمحو ذكرها من ارض فلسطين.. اما اذا كانت قدرة الله فإنه القادر على اهلاك الصهاينة في لحظة فإنه اذا قال للشيء كن يكون.
هنا نتحدث عن واقع وليس غيبيات.. إسرائيل تقضم المزيد من الأراضي العربية بمباركة العرب المتفرجين ولسان حالهم يقول (اتركوا النصيريين يموتون) اتركوا إسرائيل تعمل مشتهاها فيهم فنحن اصدقاء أمريكا لن يصيبنا شر! لكن سيصحون بعد فوات الأوان ويعرفون انهم أكلوا عندما أكل (الثور الأبيض).
عبدالله سعيد القروة
10 ديسمبر 2024