الإعلام سلاح ذو حدين من لم يحسن استخدامه يجرحه.
ولا يحسن استخدام سلاح الإعلام إلا القلة القليلة المدربة التي درست مجاهل الإعلام والسياسة وكيفية استخدامه وتطويعه لخدمة أهدافها.
الإعلام ليس نشر خبر كاذب او تصوير فعل صغير بأنه إنجاز ضخم او التطبيل لمسئول لايحسن إدارة مزرعة دجاج وتصويره بما لا يستحق.. الإعلام هو في الأساس رسالة سامية ووسيلة لخدمة المجتمع وإيصال المعلومة الصحيحة والمفيدة لمصلحة الناس وليس منبر للكذب والتضليل الممنهج .
اما نشر الاكاذيب والتضليل والهاشتاجات والإشاعات العارية عن الصحة فهذا ليس إعلام، بل تضليل للمجتمع عندما يتم تصوير الفشل بأنه نجاح والهزيمة نصر! وهذه جريمة يجب معاقبة مرتكبها بالقانون.
وبعد ان انتشرت الوسائل ولما يبثه الإعلام من دجل واسفاف عبر المواقع والفضائيات فقد تحول المواطن الى ضحية.
"وتقوم تلك الوسائل بصب كل جهودها على نشر ثقافة التفاهة التي تعمل على تسطيح فكر المجتمع واهتمامات المتابعين، بل والأخطر من ذلك تسعى إلى نشر أفكار ومصطلحات لا تتماشى أبدا مع طبيعة مجتمعاتنا" .. منقول بتصرف
يقول مالكم اكس "وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض. لديها القدرة على جعل الأبرياء مذنبين وجعل المذنبين أبرياء وهذه القوة لأنها تتحكم في عقول الجماهير". إنتهى.
يجب ان تراعي وسائل الإعلام هذه الأهمية التي يتمتع بها الإعلام وعلى أي إعلامي ان يكون نزيها وصادقا في نقل الحقيقة كما هي وان يبدي رأيه في أي أمر كما يراه صحيحا ولا يلزم به أحد، لكنه يتجنب نشر الأكاذيب وتضليل المواطن.
نحن بحاجة إلى إعلام مسئول وناضج يناقش قضيتنا بمهنية عالية ويبتعد عن التفاهة والتطبيل والنفاق، إعلام يدافع عن هويتنا وينشر الوعي المجتمعي حول قضيتنا في الجنوب بعيدا عن المسميات والأوصاف الزائفة التي يلفضها العقل والمنطق ويأباها الطبع الإنساني.
كثيرا ما نقرأ عن (قائد بحجم وطن)!! اين هو هذا القائد بحجم الوطن؟ وكيف اصبح أغلى من الوطن الذي ضحى الشهداء من اجله بدمائهم الزكية؟؟
مع كثرة المواقع والوسائل الإعلامية أصبح من الصعب السيطرة على كل هذا الكم الهائل من وسائل التواصل.. لكن يمكن تقنين ما ينشر حول القضية الجنوبية ومراقبته وتنبيه كل من يكتب بإسم الجنوب بأن الوطن غالي وان من يكتب يجب ان ينتبه لذلك ولا يرخص بضاعته بالكذب والتضليل وقرع الطبول لفلان وعلان من الناس.. كل جنوبي يعتبر خادم للجنوب وليس قائد وأي خبر ينشر بإسم الجنوب يجب ان يكون صادق لمصداقية القضية.
عبدالله سعيد القروة
٥ ديسمبر ٢٠٢٤م