التجويع: هل هو سياسة ممنهجة موجهة ضد الشعب أم أنها انعكاس لحالة الإنهيار في سعر العملة أم هو نتاج فساد اللوبي المتسلط؟
قد تكون كل الأسباب واردة وهي واقع نعيشه.
لكن، هل له مقاصد أخرى لإخضاع الشعب من أجل إملاء سياسات معينة في وقت لاحق؟
إن الواقع اليوم في الجنوب ينطبق تماما على (نظرية نعوم تشومسكي) أو استراتبجياته العشر للسيطرة على الشعوب.
التجويع وسيلة قذرة من وسائل الإستعمار والإحتلال للسيطرة على الشعوب فعندما يصطف المواطنين الجوعا في طوابير طويلة من اجل استلام (سلة غذائية) لا تكفي الأسرة اسبوع واحد! فأعلم ان السياسة وصلت مداها في إذلال الشعب.
وعندما ترى المواطن يأكل بقايا الطعام التي وجدها في صناديق القمامة فانت في آخر حلقة من مسلسل امتهان الكرامة واذلال النفس وتمرير مايريده (أعداء الشعب المتسلطين في الداخل والمتآمرين في الخارج) بعدما (عوموا ريال صنعاء) واصبح بلا قيمة في الجنوب، وقيمة مستقرة (بالصميل) في صنعاء.
انه اللوبي اللغلغي المتسلط الذي عانى منه الجنوب طويلا.
ان ما يتعرض له شعب الجنوب من تجويع ممنهج سببه شلة الفساد والإفساد في قمة السلطة التي تنفق ايرادات الجنوب على قطعانها الضالة في شوارع العالم تحت مسميات بعثات وسفارات ونازحين ووفود وشلل تافهة لا تستحق العيش فضلا عن صرف موارد الجنوب عليها.
سياسة التجويع (الصامت) لن تستمر بعد أن بدأت الأصوات تعلو والقلوب تغلي ولابد من استعادة الكرامة.
السياسة الناعمة التي ينتهجها قادة الإنتقالي حاضرا لن تجدي نفعا ولن تستعيد كرامة المواطن بل انها تقوض قاعدته الشعبية إذا كان يريد الحفاظ عليها. لابد ان (يقلب وجهه) لأن الأمر سيخرج عن السيطرة و(الجوع كافر) كما يقول المثل.
كل جنوبي شريف مشارك في السلطة من الإنتقالي او خارجه لا يشرفه ان يكون جزء من سلطة التجويع، ان كانت لديه ذرة من ضمير او جذوة من وطنية، يجب الا يخضع لضغط التحالف ويصطف مع الشعب فإن الشعب أقوى منهم جميعا والتاريخ لا يرحم.
على قادة الإنتقالي العودة الى الجنوب سريعا مع عائلاتهم والعيش فيه مع الشعب ليعرفوا معاناة المواطن اذا كانوا يريدون الإبقاء على قاعدتهم وسندهم شعب الجنوب.
عبدالله سعيد القروة
18 نوفمبر 2024