.......
أحاول أن أتفهم حكاية ان مارب ( تهكّب) فلوسها بالمليارات وترسلها إلى عدن. لكن ارجع واقول: عبر ماذا ترسل تلك الأموال الى عدن؟
عبر طيران؟ مستحيل
عبر البر؟. اما حكاية تحويلها عبر ارقام وحسابات إليكترونية فهو المستحيل بعينه لأننا نتحدث عن تحصل أموال نقدية وموضوع التحويلا البنكية لا وجود لها ولا ينفع اصلا المطلوب هو ارسال فلوس نقدا.
فإذا كان نقلها يتم عبر البر، هل يعقل انها ترسل مليارات الريالات كل شهر أو كل عدة شهور بالقاطرات او سيارات او حتى أطقم عسكرية دون أن نسمع يوم أنها تعرضت للتقطع او على الأقل للاحتجاز بنقطة عسكرية لبضع ساعات؟ ودون ان نسمع وسائل إعلام مارب والشرعية والاصلاح تتحدث عن هكذا خبر عظيم يتم كل شهر منذ سنوات؟!!!!
نحن نتكلم عن مليارات وعن طريق طوله مئات الكيلومترات ووضع أمني مضطرب وتقطعات قبلية شبه يومية تطال معظم من يمر بهذه المسافة ولا تسلم منها حتى باصات النقل الجماعي والمسافر العادي. فمعقول ان مليارات مأرب تَمرُ بسلام؟.!!
حتى اصحاب مارب والعرادة بنفسه مستغرب من القول انه يورد الى عدن.
الحقيقة إن عدن هي فقط -تقريبا- من يورد للبنك المركزي وقد اتضح ذلك حين تخلى الانتقالي عن قرار الإدارة الذاتية والغى الحسابات البنكية التي كان قد فتحها للمؤسسات الإيرادية بالبنك الأهلي في عدن ، وأعاد توريدها ثانية الى البنك المركزي بعد ان دخل بشراكة باتفاق الرياض.
ومَن لا يصدّق بأن كل او معظم مؤسسات عدن تورد الى البنك المركزي فبوسعه ان يذهب إليها وبالذات ميناء عدن والمنطقة الحرة والضرائب وغيرها من المؤسسات الايرادية وهي لا تبعد عنا سوى كيلومترات. وعندها الخبرُ اليقينُ.
ومع هذا لا يعني أنه لا يوجد تنهب أموال في عدن وباقي المحافظات المجاورة. بل هناك فساد يحصد الاخضر واليابس. ولا يعني القول ان الموارد تورد للبنك المركزي شهادة براءة للسلطات من الفساد والهمجية بل هي غارقة فيه تماما ،وتوريدها لجزء من الموارد الى مركزي عدن ربما يميزها ويشفع لها قليلا طالما وغيرها يستأثر بالموارد السيادية له فى محافظته ومنفذه.
* صلاح السقلدي