حتى في اليهودية يؤمنون بمسيح آخر الزمان

2024-09-17 03:22

 

رجل يبعثه الله ليقيم العدل كما ملئت الأرض جورا وظلما، ويخلص شعب إسرائيل الأغيار المعادين للرب حسب اعتقادهم...

 

ولما بُعِث يسوع الناصري وقال أنه المسيح كذبوه، لكن عندما جاء الإسلام وشهد ليسوع أنه المسيح زادت مشاعر العداء لكل ما هو مسيحي إسلامي في اليهودية، لكن فئة منهم بدأت تتراجع وتتبنى وجهات نظر وسطية آمنوا فيها أن يسوع هو المسيح لكنه ليس إلها، ومن هؤلاء النصارى أو الناصريين ولهم إسم ثالث (الأبيونيين)..

 

في القرن 17 م ظهر حبر يهودي في أووبا اسمه "سابتاي زيفي" ادعى أنه المسيح المخلص، وبدهيا سيكون من أعداؤه:

 

أولا: العثمانيين المنتظرين عودة يسوع من السماء حيا فوق منارة دمشق، وذلك بصفة العثمانيين مسلمين يؤمنون بأحاديث الملاحم والفتن..

 

ثانيا: المسيحيين بكل فرقهم المؤمنين بأن مسيح اليهود خرافة وأن مسيحهم هو المخلص الحقيقي آخر الزمان، وأن سابتاي ربما يكون هو المسيح الدجال الذي وجب قتاله.

 

نجح سابتاي في تكوين مجموعة صغيرة وإقناعهم بنفسه، لكن التيار شديد عليه وأن الله قد نظر إليهم ثم وجد فيهم ضعفا وسيفشل في النهاية، بالفعل اتقبض عليه وحُكم عليه بالإعدام..لكن السلطات العثمانية خيرته ما بين الموت أو اعتناق الإسلام فاختار الأخيرة..لا يعلم السلطان أن مبدأ "التقية" أصبح يهودي بعد موسى بن ميمون، يعني إسلام سابتاي مش حقيقي..

 

سابتاي ماظهرش بدعوته الدينية دون سبب، فكرة المخلص أساسا بتكون شاغلة الناس في الحروب والأزمات ، واليهود وقتها كتوا يتعرضون لمحرقة عظمى على يد "هتلر أوكرانيا" في القرن 17م الملك (بوهدان خملنيتسكي) حيث قتل خملنيتسكي حوالي 100 الف يهودي في شرق أوروبا كانوا متهمين بالعمالة لبولندا وليتوانيا، وبوهدان هذا زعيم قومي وتاريخي للأوكرانيين وتماثيله في أغلب مدن أوكرانيا، لذلك فالإسرائيليين برغم اتفاقهم مع أوكرانيا ضمن محور غربي أمريكي لكنهم يكرهون الأوكرانيين لتمجيدهم خملنيتسكي.

 

المهم بعد ما اعتتق سابتاي الإسلام ظل يهوديا في الباطن، وبدأ يدعو لنفسه أنه المسيح المنتظر بهدف جذب المسلمين لليهودية، واقتنع خلق كتير بسابتاي وبدأوا في تشكيل مجموعات دينية كبيرة حسب مبدأ (التقية) لابن ميمون، لكن كشف أمره للسلطان عطل مشروعه، فكان أمامه خيارين إما القتل أو النفي..فاختار النفي خشية تعظيمه عند أتباعه بعد قتله، وظل منفيا إلى ان توفى سنة 1676 م

 

بعد موت سابتاي نشط أتباعه في تركيا وظلوا متحينين الفرصة للانتقام من الخلافة، ولم يمر 200 سنة حتى جاءت الفرصة للانتقام بعد ضعف العثمانيين خلال أزمتي الأرمن والحرب العالمية الأولى، ويعتقد أردوجان والإسلاميين أن سقوط الخلافة العثمانية يعود فضلها الأول لأتباع سابتاي..

 

بس ياسيدي.. وهذه كانت قصة (يهود الدونمة)

 

#خمسة_تاريخ