قحطان الشعبي حمل أول معول هدم للجنوب العربي وكان جزاءه من جنس العمل

2024-08-28 15:09
قحطان الشعبي حمل أول معول هدم للجنوب العربي وكان جزاءه من جنس العمل

قحطان الشعبي ينحني احتراما لرئيس وفد بريطانيا لورد شاكلتون

شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – سعيد عولقي (*)

قحطان) هذا رجل كان من نصيبه ونصيبنا ان يكون حامل اول معول لهدم الجنوب العربي في اولى خطوات التحرر الوطني.. قحطان محمد الشعبي، اول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبية. !!

سامحوني.. هذا منشور قد يكون عدوانياً..قد.. لكن ذكراه حقيقة تقض مضاجعنا.. قحطان ..كما تدينون تدانوا.. والجزاء من جنس العمل.. قحطان رحمه الله.. من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه. !!

 

اول الستينات، بعد رجوعه من السودان حيث تخرج كمهندس زراعي، عين في لجنة القطن ثروة البلاد الأولى حينها، وفي السياسة كان قد انخرط في عضوية حزب رابطة ابناء الجنوب.. عام 1962م قامت في الشمال ثورة26سبتمبر المجيدة.. وطابت اجواء الثورة والتحرر الوطني وراجت الشعارات الكبيرة.. تخلى عن عضوية الرابطة.. واستولى على اموال لجنة القطن وفر بها الى تعز في الشمال.. وبدلاً من العمل كمهندس زراعي اختار العمل كمهندس سياسي.. اختلط هناك بالزمر الثورية.. وكانت مصر قد رمت بكل اثقالها في شمال اليمن.. وبدأ بجمع الاصحاب الثوريين.. واشترى بعض الاسلحة، وحصل على الكثير منها من مخابرات مصر.. ورجع الى ارض الجنوب، ومن جبال ردفان الشماء ومع شلة من رفاقه اعلن عقب حادث قطع طريق هناك عن قيام ثورة 14 المجيدة. 

   

وبدأت الدماء تتدفق.. والتناحر بين منظمات التحرر يشتد حتى تمكنت الجبهة القومية التي تزعمها قحطان من اقصاء غيرها عن الساحة بالقتل او السجن او التشريد ، وبمساعدة الجيش انتصرت على كل خصومها وسيطرت على كل البلاد.. وبعد مذابح وتصفيات وتقتيل نال من اهل البلاد اكثر مما نال من عساكر الانجليز اعلن الاستقلال الوطني ورفعت الاعلام وزمرت المزامير. !! 

 

تولت شلة الجبهة القومية بزعامة قحطان احكام قبضتها على البلاد ودارت بقوة اشد عجلة التنكيل بصورة لم يسبق لها مثيل.. من ليس معنا فهو ضدنا.. وهو عدونا.. ومن لم يدخل السجن او القبر اخذ طريقه هرباً الى طرق المنافي وابواب النجاة.. وامتلأت كل السجون التي تركها البريطانيون وتحولت المدارس ومقرات رسمية كثيرة الى معتقلات.. وحتى مستشفى عفارة بالشيخ عثمان امتلأ بالمساجين وسكك كثيرة ايضاً ابرزها بيوت السلاطين هناك صارت معتقلات.. وأظن ان ربع سكان البلاد في عدن قد ذاق محنة الاعتقال.. وكان من نصيبي ان اشارك في تلك المحنة مرتين في عهد قحطان بلا سبب واضح او تهمة محددة غير انه من ليس معنا فهو ضدنا. !! لم تسجل او تعلن من اية جهة احصائيات لكني ازعم ان تخميني كان متواضعاً.. اذن لماذا اتذكر ذلك التاريخ المشؤوم؟ وماهي المناسبة؟ لا شيء غير ان تلك البداية كانت هي اولى خطوات التدهور الذي بلغناه اليوم بعد كثير من التأمل والتفكر والتدبر والعمر الطويل. 

   

لم يكمل الرئيس سنة ونصف على حكمه المجيد حتى اطيح به ليلقى مصيره هو الآخر بالسجن الطويل... لكن خطوات التدهور لم تكف عن السير بخطىً حثيثة نحو الانهيار... وقبل المشارفة على الانهيار الشامل سلمت البلاد الخالية على عروشها الى وحدة اندماجية مع شطر الشمال.. ومن ثم هبت رياح جديدة على نهايات محتومة من الحصاد المر

   والجزاء من جنس العمل

 

*- سياسي وروائي وكاتب مسرحي