فرض الغرب إسرائيل على المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية بالقوة العارية. لم يعمل على تبيئة هذه الدولة الجديدة مع المنطقة الجديدة عليها. بل لم يقنعها أو يفرض عليها الرضوخ لتطبيق القسم الثاني من قرار التقسيم، وهو إقامة دولة فلسطينية كما ينص على ذلك القرار الدولي. ثم تبين مع الوقت أن الغرب استمر في تسليح إسرائيل بدون شروط أو حدود لتعزيز قدراتها على رفض فكرة السلام مع كل دول المنطقة. لقد قبلت دول المنطقة بشرعية إسرائيل، بمن في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية. وطبعت مع إسرائيل ست دول عربية تطبيعا مجانيا بدون مقابل. ومع ذلك لم يتغير الموقف الإسرائيلي. تقدمت الدول العربية جميعها بثلاث مبادرات سلام، آخرها مبادرة السلام العربية في بيروت عام ٢٠٠٢. ورفضت إسرائيل جميع تلك المبادرات، ولم تقبل حتى التفاوض حولها. واللافت حقا والغريب في كل ذلك أن إسرائيل لم تتقدم بمبادرة سلام واحدة منذ ١٩٤٨ حتى اللحظة. لماذا؟ ترفض مبادرات السلام العربية، ولا تتقدم بمبادرات بديلة. هذا يعني أنها ترفض فكر السلام جملة وتفصيلا حتى هذه اللحظة. والغرب يحمي هذه السياسات التي تهدد سلام المنطقة والعالم عند كل منعطف وبدون أي مبرر. والمنعطف الذي تمر به المنطقة حاليا لا يختلف عما سبقه من حيث كل المخاطر التي ينطوي. ومن الواضح أن الولايات المتحدة ليست معنية كما يبدو بكل ذلك إلا بالدفاع عن إسرائيل!! لماذا لا يكون الدفاع عن هذه الدولة جزءً لا يتجزأ من الدفاع عن المنطقة وعن السلام فيها، والسلام في العالم. القوة العظمى لا تفكر إلا بالقوة قبل السلام. وترى أن من حق إسرائيل أن لا تشغل نفسها بالسلام، وأن تعتمد على قوتها، وعلى الأساطيل الأميركية للدفاع عنها إذا اقتضت الحاجة ذلك. ولله في خلقه شؤون!!
*أكاديمي سعودي