من ذاكرة اليمن.. ماذا تبقى من الوحدة

2024-07-20 03:11

 

علاقات وثيقة تلك التي ربطتني باليمن شمالاً وجنوباً منذ 1985 حتى عام  2000 ما يقارب 15 عاما ، من خلال مشروع دراستي الجامعية حول وحدة اليمن ، كأول مشروع عربي يتناول وحدة اليمن ، إنطلاقاً من تكويننا القومي ووحدتنا في دولة الإمارات على يد الوالد المؤسس الشيخ زايد رحمه الله ركيزة  وأساس لأي وحدة عربية قادمة ، والتي كنا نرى أن تبدأ بالأقرب فالأقرب ، وكانت أطروحتي عن وحدة اليمن السبب الرئيس في هذه العلاقات التي ربطتني بالسياسيين والمسؤولين والمثقفين في اليمن شمالا وجنوباً ، ولا زلت أعتز بهم جميعاً  أترحم على من توفي منهم ، وأتمنى الصحة والسعادة لمن لا زال منهم على قيد الحياة ، ولعلي في يوم ما أدون هذه الذكريات إذا كتب الله لنا عمراً في هذه الحياة .

 

وما يؤسفني اليوم تصريحات بعض المسؤولين اليمنيين في حديثهم بتمسكهم بوحدة اليمن ، بعد كل هذا التصدع منذ 1994وحتى اليوم ، مروراً بكل الأحداث  المأساوية ، التي يعيشها اليمن المجروح اليوم شمالاً وجنوباً ، في زمن يتشطر فيه البلد الواحد إلى كانتونات تقودها ميليشيات مسلحة ، وحروب مستمرة حتى اليوم لتجزئة المجزأ منها .

 

ماذا بقى من وحدتكم التي لا زلتم تنادون بها يا تجار الحروب ، أتركوا شعوبكم تختار مصيرها ، فشلتم في الحفاظ على وحدة شمال اليمن الوطنية ، ومزقتم وحدة الجنوب الوطنية ، أفكاركم الهدامة لم تجلب إلا الكوارث .

 

نحن اليوم نتمنى أن لا يتجزأ الشمال أو الجنوب إلى أكثر من دولة ، في ظل قيادات هشة تقود اليمن اليوم ، وحكومات متعاقبة فشلت في تأمين أدنى حد من  الخدمات للمناطق المحررة من اليمن .

 

الله المستعان منكم ومن أفكاركم الهدامة ، أتركوا للشعوب كلمتها في ظل ما أوصلتم إليه الشعب اليمني من  مآسي وكوارث .

 

د. خالد القاسمي