*- شبوة برس – سامح عسكر *
بداية يجب العلم بالفارق بين محكمة العدل الدولية وهي هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة نشأت منذ تأسيسها في الأربعينيات، وقد وقعت عليها إسرائيل بصفتها عضوا في الأمم المتحدة، وبين المحكمة الجنائية الدولية، وهي هيئة قضائية خاصة تأسست عام 2002 كثير من الدول لا تعترف بها ومنهم إسرائيل.
لذلك يصرح القادة الصهاينة بأنه حتى لو حكمت المحكمة الجنائية الدولية بإدانة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، فهذا لا يلزم إسرائيل بشئ لأنها لا تعترف بالمحكمة..
طب ماذا لو صدر الحُكم؟
سوف يتعين على أي دولة منضمة للمحكمة الجنائية الدولية وهم أغلبية دول العالم فوق 120 دولة اعتقال قادة إسرائيل المدانين إذا وطئوا أراضيهم..منهم أغلبية دول أوروبا، مما يعني أن هؤلاء المجرمين المدانين سوف يكونوا ملاحقين بشكل دائم من النظام الدولي، وإسرائيل سوف تكون مُلزمة بحمايتهم مما يوتر العلاقات بينها وبين معظم دول العالم..
أما عن إمكانية حدوث ذلك فهو يتوقف على إجماع (الولايات المتحدة وأوروبا) للضغط على قضاة المحكمة أو نظامها الأساسي، لكنه ضغطا سوف يهز ثقة العالم بالمحكمة التي صُنعت خصيصا بشكل سياسي ضد القوى الشرقية (روسيا والصين والهند) بدعوى حقوق الإنسان..
وتم استهداف صربيا بوصفها حليفا روسيا عن طريق المحكمة
رغم أن مذابح صربيا ضد مسلمي البوسنة ثابتة وأشهرها مذبحة سربينيتشا سنة 1995م، لكن المثير أن إسرائيل كانت داعمة لمذابح صربيا ضد البوسنة والهرسك، وفي عام 2016 أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا بعدم الإفصاح عن الدور الإسرائيلي في مذابح البوسنة كالدعم المالي والسلاح..بدعوى أن هذا الأمر سوف يوتر علاقات إسرائيل بالدول الأوروبية.
المصدر
https://972mag.com/israels-involvement-in-bosnian-genocide-to-remain-under-wraps/
أيضا خرج منذ أيام السفير الإسرائيلي في صربيا "ياهيل فيلان" مُنكرا لمذبحة سربينتشا ووصفها بأنها (ليست إبادة جماعية) رغم أن المحكمة الجنائية الدولية وصفتها بالإبادة، والغرض معروف هو قطع الطريق لإدانة إسرائيل بالإبادة حتى لو تطلب ذلك إنكار أي إبادة ضد المسلمين حدثت في السابق
المصدر
https://lat.rtrs.tv/vijesti/vijest.php?id=553193
الدعم الإسرائيلي لمذابح صربيا وإنكارها لحدوث الإبادة ليس جديدا، وهو يتفق مع حجة إسرائيل بعدم التوقيع على ميثاق المحكمة..فهي ترتكب جرائم حرب في فلسطين منذ ما تسمى في إسرائيل (حرب الاستقلال) عام 1948 وتسمى عند العرب (النكبة) وإلى اليوم لم تتوقف هذه الجرائم..
لكن ما حدث اليوم في #غزة يلقي الضوء على حتمية وضرورة ووجوب (عقاب إسرائيل) لمنع تفشي هذه الجرائم وحدوثها في مناطق أخرى.
والمبدأ المسيطر حاليا على الرأي العام الدولي أن إفلات إسرائيل من العقاب يعني أن تكرار مثل هذه المجازر في مناطق أخرى من العالم مسألة وقت، حينها كل من يدافع عن إسرائيل ويحميها لن تكون له القدرة على الإدانة أو الحركة..فهو متهم بحماية مجرمين حرب وتشكيل غطاء سياسي لجرائم إبادة..
*- باحث مصري وسفير في منظمة الأمم المتحدة