سيطر الحوثي سريعا على المحافظات الشمالية، تحت مبررات واهية، وزاد غروره من خلال دخول عدن ومحاولة السيطرة على المناطق الجنوبية بأكملها.
احتل عدن والمحافظات المجاورة وعاث فيهما خرابا، ولم يضع في الحسبان أن الرجولة بالباطن وليس بالظاهر، معتقدا أن الجنوب وعدن لقمة سائغة وسهلة المنال.
ما أن وطأة قدماه عدن المدنية والحضارة، ثار رجال عدن، صغارهم قبل كبارهم، وتوافدت إليها رجال الجنوب من كل حدب وصوب، مشكلين مقاومة، بأسلحة خفيفة وإمكانيات قليلة.
ماهي إلا أيام، وبدعم من التحالف العربي ولاسيما دولة الإمارات وبعض رجالها، في تحالف صلب، بعيدا عن أي مصالح شخصية أو حزبية، تحررت عدن وكل محافظات الجنوب.
انفتحت شهية رجال الجنوب لمزيد من التحرير وتسنى لهم ذلك بتحرير مناطق في الشمال والوصول إلى محافظة الحديدة، وكانوا على قاب قوسين من تحريرها، لنتفاجئ بما لم يكن في الحسبان، باتفاق مُنقذ للحوثي تحت عنوان استوكهولم.
ها نحن اليوم نعيش ذكرى تلك المأساة وذكريات القصف، ونزوح آلاف الأسر من داخل عدن إلى محافظات الجنوب الأخرى، وما خلفه من دمار في البنية التحتية.
ذكرى خالدة في قلوب الجنوبيين، بتحرير أرضهم في زمن قياسي والوصول إلى أبعد من ذلك، ليصبح الجنوب بعدها بفضل من الله ثم رجاله قوة ضاربة على الأرض، لا يمكن لأحد تجاوزها.
في الأخير، تحرير عدن ذكرى خالدة للجنوبيين، ودرس قاسٍ لمن حاول ماضيا ويحاول حاضرا أو مستقبلا، المساس بأمن واستقرار الجنوب.
ودمتم في رعاية الله