*- شبوة برس – الشيخ طارق نصر (*)
حدث بالامس:
ذهبت لاداء صلاة العشاء فى احد المساجد العامرة، وتقدم للامامة قارئ ممن يقرؤن فى المآتم، والرجل بطبيعته جهورى الصوت، وتم فتح السماعات الداخلية بالمسجد ، وتصور حضرتك صوت جهورى اضافة الى عدة سماعات فاذا بالصوت يصك الآذان، حتى هممت بالانصراف من الصلاة؟؟
انه لمما يحزن المرء ان تجد اماما يخالف مايقرؤه، الم يقرأ ذلك الامام قول الله تعالى {...﴿وَلَا تَجۡهَرۡ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتۡ بِهَا وَٱبۡتَغِ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلٗا ١١٠﴾ [الإسراء: 110]فى هذه الاية الكريمة يخاطب الله نبيه والتابعين له من الائمة ناهيا اياه ان يجهر بصلاته اى بقراءته فى الصلاة والجهر هنا ان يكون صوت الانسان صاخب وعالى ومرتفع،ياله من ادب عال غفل عنه قراء زماننا، وتصور ان الله يؤدب نبيه بذلك مع انه لم تكن لدى النبى اجهزة ترفع الصوت اضعافا مضاعة، فاين نحن من ذلك الادب، ليس هذا فحسب ولكن بعض الائمة يصر على فتح الميكرفون الخارجى فى صلاة الفجر فيشوش على كل المساجد من حواليه وعلى من يصلى وحده فى بيته فبماذأ نسمى ذلك التصرف؟
وكانى بهؤلاء الائمة لم يقرؤا نصيحة لقمان لولد{﴿وَٱقۡصِدۡ فِي مَشۡيِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَٰتِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِيرِ ١٩ ﴾ [لقمان: 19]
والاعجب ان هؤلاء الائمة لايسمعون لنصيحة بل يرون انفسهم الممثل الشرعى للدين وانهم اعلم الناس وانهم اكبر من ان يسمعوا لنصيحة او يقبلوا نقدا
ومختصر معنى الاية{ لاتجهر بصلاتك }اى بقراءتك جهرا يزيد عن حاجة من وراءك {ولاتخافت بها} فلاتسمع من وراءك{ وابتغ بين ذلك سبيلا} اى وسطا واعتدالا
واذا فقدنا الاسوة والقدوة فى المساجد فلا تعجب اذا وجدت بائعا يحدث ضجيجا بميكرفون ينادى به على بضاعته
وارى ان تقوم الدولة بواجبها تجاه ذلك، نعم وزارة الاوقاف منعت ذلك ولكنها لم تضع عقوبة للمخالفين ومن ضمِن العقوبة اساء الادب
كذلك يجب على المجالس المحلية، ان تفرض غرامة فورية ، على كل من علق ميكروفونا يزعج به الناس من اجل الترويج لبضاعته
الاسلام دين راق ولكن المسلمين فى واد آخر
*- باحث أزهري