متى تنتهي العبودية المعاصرة للعرب؟!

2023-11-17 20:18

 

ستخرج غزة ومقاومتها الباسلة من ركام الرماد بنصر سياسي لا يضاهية نصرا في تاريخ الحروب مع اسرائيل ، مدعوما بموقفٍ عالمي مثير للدهشة ، وخذلان عربي مثير للغثيان .

وغزة مطالبة بالحفاظ على نصرها السياسي القادم ، والخارج من فوهة البركان والموت المنصب عليها لقرابة اربعين يوما بلياليها السوداء والحالكة السواد ، وعليها الاحتفاظ بجميل العالم الذي اقام الدنيا ولم يقعدها على حكام وحكومات الدول الغربية ، دون التفاتتها بانشغال العرب بالموت القادم عليها من كل حدب وصوب .

ولايمكن مطالبة غزة باكتمال شارات نصرها التاريخي الاول على دولة الاحتلال رغم اعتمادها كعادتها على ارتكاب جرائم الابادة الجماعية و الارض المحروقة ، عقب تحويلها غزة لركام وحطام فوق رؤوس سكانها الابرياء والعزل الصابرين على ما حل بهم من كوارث تكاد تكون اضافة نوعية في جرائم  و تاريخ الحروب والشعوب الحية  الذين زلزلوا الارض من تحت اقدام حكامهم في الغرب  لا حكام العرب المتدثرين و شعوبهم بصمتٍ مريب .

واهم مؤشرات النصر الغزاوي القادم تصدع وحدة القرار الامريكي والاوربي الداعم  لحكومة الاحتلال ، المصابة هي الاخرى بحالة غير مسبوقة من الاضطرابات والانقسامات الداخلية مما اضعف قدراتها على القيام بتمثيل دور الضحية الذي تجيد اتقانه جيدا بخبرات تراكمية وقدرات ذاتية تصل لقرن الا ربع من الزمان ودمانها على صناعة الكذب والتضليل على العالم ، واكتسابها لتعاطفه المطلق طوال تلك الحقب من السنين الطوال ، لينقلب السحر على الساحر في غمضة عين ، وينكشف الغطاء المزمن عن تاريخ و جرائم دولة الاحتلال ، ليثور العالم من جديد بصوت واحد وموحدا ضدها ، منددا بها فيما لم يزل العرب دولا وشعوبا واقعين تحت تأثير سحرها المزيف قانعين بتدجينهم على طريقتها ، والاستعداد لدفاع عن عبوديتهم المعاصرة لها .

فمتى تنتهي العبودية المعاصرة للعرب ؟ وهل سيمثل نصر غزة التاريخي المنتظر على احر من الجمر ، اول محاولة لكسر الحلقة الاولى من سلسلة اغلال قيودها الغليظة والمزمنة عليهم ؟!!!!!