إن ما جعلني أقول أن النفاق سمة أساسية لعصرنا الراهن هو استقراءي للكثير من مواقف دول العالم تجاه العديد من الأحداث الدولية والإقليمية وأول هذه الأحداث هي الحرب الروسية الأوكرانية . الكل يعلم إن حلف وارسو تفكك والمعسكر الاشتراكي تفكك والإتحاد السوفيتي تفكك ومثل هذه الأحداث كانت تستوجب تفكيك حلف الناتو لكن للأسف لم يتفكك الناتو بل تمدد حتى لامس أقدام روسيا وبسبب ذلك قامت الحرب الروسية الأوكرانية ، ومع علم العالم كله ان روسيا تدافع عن أمنها القومي إلا أن معظم دول العالم وقفت مع اوكرانيا والغرب ضد روسيا نفاقا وليس حقا أو عدلا .
أما الحدث الثاني فهو طوفان الأقصى والذي وقفت فيه الدول الاستعمارية الغربية وحلفائها إلى جانب الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين وصمت العرب ومعظم دول العالم نفاقا، في حين إن العالم كله يعلم إن الكيان الصهيوني صهاينة تم تجميعهم من جميع انحاء العالم ليستوطنوا فلسطين بمساعدة الدول الاستعمارية الغربية لتشريد الفلسطينيين أصحاب الأرض من أرضهم . ورغم إن طوفان الأقصى لم يخرج عن إطار الدولة التي حددت للفلسطينيين بقرار هيئة الأمم المتحدة الظالم ،
إنني أتساءل أليس كل تلك المواقف التي شاهدناها بسبب الحرب الأوكرانية الروسية وبسبب طوفان الأقصى في فلسطين وغيرها كثير تعطينا الحق في إن نقول إن النفاق سمة أساسية لعصرنا الراهن .