التقويم الهجري .. مطالب التصحيح (1)
*- متابعات "شبوة برس"
الإسلام هو الدين العالمي الكامل الخاتم والصالح لكل زمان ومكان لذا لابد أن يتوافق في تقويمه مع أمور كونية جامعة كالفصول المناخية وحركة الأبراج وحركة الأرض حول الشمس كونها ثابتة في أزمنة محددة.
والله سبحانه عندما خلق السموات والأرض جعل منها أربعة أشهر حرم قال تعالى (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ) والأشهر هي: (شوال وذو القعدة وذو الحجة ومحرم) هذه الأشهر المتتابعة، أما شهر رجب فليس منها كما يقول الفقهاء لأن الله تعالى قال (فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ) والانسلاخ لا يكون إلا بتتابع الأشهر فكيف ينسلخ ثلاثة أشهر ويبقى شهر فتلك الأشهر لم يحرمها الله سبحانه إلا لحكمة، ويقول بعض المفسرين أن الحكمة من ذلك التحريم هو لأن فيها أشهر الحج (المعلومات) قال تعالى (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ) البقرة 179، فحرم فيها القتال لنشر الأمن عند بيت الله وفي الطرق المؤدية إليه وأضاف البعض أن تحريم الصيد فيها دخل في تلك الأشهر لأنها تعد مواسم توالد للحيوانات حفاظاً عليها قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ) المائدة 95.
وفي كتاب الله تعالى تأكد لذلك حيث قال تعالى (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلا) الإسراء آية 12، ففي هذه الآية الكريمة يتضح التأكيد والتفصيل بجلاء على دور الليل والنهار اللذين يرتبطان بحركة الشمس لا بالقمر حين تم ربطهما بحساب عدد السنين، قال تعالى (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَان) فالآيات تتضافر لتبين أنه لابد من الشمس والقمر معًا لمعرفة عدد السنين والحساب وهذا يعني أن التقويم يجب أن يكون شمسياً قمرياً.
وللعلم فكل التقاويم العالمية المستعملة منذ فجر التاريخ تحسب بحركة الأرض حول الشمس، لا بحركة القمر حول الأرض، وكل المحاولات التي تمت بحساب حركة القمر حول الأرض فشلت ولم تستمر.
ولا يوجد سنة اسمها السنة القمرية فهي ليست سنة أو حولاً لعدم توافقها مع الفصول المناخية والظواهر الفلكية وحركة الأبراج ولا وجود في الفلك أي في الطبيعة شيء اسمه السنة القمرية.
والطيور والأسماك والدواب والحشرات فُطرت على التعايش مع الفصول المناخية والأبراج وهي تنظم أمور حياتها وفقًا لها والإنسان كذلك مفطور أيضاً على البحث عما يتسق مع ما تهتدي إليه هذه الكائنات بفطرتها فالتقويم الصحيح من مقتضيات الفطرة ودين الإسلام هو دين الفطرة.
والسنة الشمسية هي التي تحقق شروط وحدة زمنية مناسبة للإنسان كونها تتعامل مع ظواهر فلكية ومناخية متتابعة ومتكررة بنفس التوقيت وتحقق شرط الدورية لذا تسمى (حولاً).
والتقويم العربي قبل الإسلام وفي عهد النبوة كان قائماً على حركة الشمس والقمر معاً معدلة بأيام النسيء الذي كان متبعاً، ولم يرد في القرآن الكريم ولا في الآثار النبوية ما يدل على إلغائه أو تعديله حيث أقره رسول الله صلى الله عليه وسلم... يتبع.
https://al-madina.com/article/855953/