نبارك للامة ذكرى ميلاد النبى الكريم الذى ارسله الله رحمة للعالمين
=الاحاديث تزعم ان النبى ظل طوال حياته جاهلا بالقراءة والكتابة لكن القرءان يبين ان ذلك كان فى الفترة الاولى من حياته
وبيان ذلك قوله تعالى {﴿وَمَا كُنتَ تَتۡلُواْ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَٰبٖ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِيَمِينِكَۖ إِذٗا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ ٤٨﴾ [العنكبوت: 48]فكلمة من قبله تدل على ان الحكم قد اختلف من بعده بدليل قوله {..﴿وَأَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمۡ تَكُن تَعۡلَمُۚ وَكَانَ فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكَ عَظِيمٗا ١١٣ ﴾ [النساء: 113] ولفظ الكتاب مصدر ويراد به الكتابة كقوله تعالى متحدثا عن المسيح {﴿وَيُعَلِّمُهُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ ٤٨ ﴾ [آل عمران: 48]
ومن امتنان الله على نبيه{﴿هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّـۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ ٢ ﴾ [الجمعة: 2]
فتلاوة الايات اى ايات الكتاب وتعليم الكتاب تعليمهم الكتابة، بل ان الانبياء جميعا هم الذين علموا البشرية القراءة والكتابة لكن المحدثين زعموا غير ذلك
=يزعم المحدثون ان نبينا كان مسحورا وفى رواية بمسند احمد بن حنبل انه ظل كذلك ستة اشهر فى حين يرى القرءان ان ذلك هو قول الظالمين {﴿نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَسۡتَمِعُونَ بِهِۦٓ إِذۡ يَسۡتَمِعُونَ إِلَيۡكَ وَإِذۡ هُمۡ نَجۡوَىٰٓ إِذۡ يَقُولُ ٱلظَّٰلِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلٗا مَّسۡحُورًا ٤٧﴾ [الإسراء: 47]
وهى نفس التهمة التى وجهها فرعون الى موسى {﴿وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَىٰ تِسۡعَ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖۖ فَسۡـَٔلۡ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ إِذۡ جَآءَهُمۡ فَقَالَ لَهُۥ فِرۡعَوۡنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَٰمُوسَىٰ مَسۡحُورٗا ١٠١﴾ [الإسراء: 101]
=يزعم المحدثون انه اخبر بان المسيح سينزل من السماء نبيا رسولا بعد نبينا
لكن القرءان يبين انه خاتم النبيين{﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّـۧنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا ٤٠ ﴾ [الأحزاب: 40]
ومما ورد فى صحيح مسلم: خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخَلِّفُنِي فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ فَقَالَ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي
ومن هنا فنحن نقول: ان عاد المسيح بعد نبينا فإما ان يكون نبيا او غير نبى فإن كان نبيا فلا نبى بعد نبينا وان كان غير نبى فان الانبياء لايعزلون
وفى ذكرى ميلاد نبينا نقول من اراد ان يعرفه فليعرفه من خلال الايات وليس من خلال الروايات، ونبينا لايغيب عنا لحظة من اللحظات فهو الاسوة والقدوة فيما نقول ونغعل
*- الشيخ طارق نصر – القاهرة