الحقيقة ان لوبيات الفساد التي تتشكل ضمن الأحزاب والسلطات الحاكمة في الدول الهشة هي سبب الخراب والدمار وانهيار الأنظمة الحاكمة التي تبنت هؤلاء ومكنتهم من مفاصل الدولة.
هذه اللوبيات التي تكون عبارة عن تحالفات أو جماعات من الأفراد يعملون لتحقيق مكاسب شخصية أو مالية على حساب المصلحة العامة، وتضم هذه المجموعات عادة موظفين حكوميين، رجال أعمال، مسؤولين سياسيين، وممثلين للمصالح التجارية والصناعية.
ومن مخاطر تشكيل هذه اللوبيات هو تعمق الفساد في المؤسسات الحكومية حتى تصبح فاشلة غير قادرة على مواجهة التحديات وتقديم خدمات للمواطنين، وليس هذا فحسب بل مخاطر هذه اللوبيات تؤدي الى ظهور صراع كبير في المجتمعات قد يتحول الى حروب وصراعات تقضي على الأخضر واليابس.
هذه اللوبيات لديها القدرة على تحويل المجرمين والقتلة والبلاطجة الى قوة اقتصادية وسياسية بهدف تعطيل مؤسسات الدولة، واختراق المجتمع اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً لتحقيق مصالح شخصية أو حزبية.
نظام ما بعد الوحدة اليمنية عام 1990 خير دليل حيث كان من اكبر الأنظمة التي تشكلت فيها لوبيات الفساد تحت شعارات مختلفة منها ما هو وطني وآخر ديني حتى انهكت البلاد وحولتها الى دولة فاشلة متصارعة لن تقوم لها قائمة.
لذلك دائماً ما نحذر من خطورة تشكيل لوبيات في الجنوب واستغلال الظروف التي نمر بها حالياً من قبل ضعاف النفوس، وبعض الاحزاب الفاشلة، لتشكيل لوبيات تخدم أجندتهم على حساب تضحيات الشعب الجنوبي.
يجب ان ندرك ان وضعنا مختلف، نحن شعب قدم تضحيات جسمية ودخل في دوامة كبيرة ماله علاقة بها اصلاً، وبالتالي لا يحتاج الى تشكيل مثل هذه اللوبيات بل نحتاج الى تبني رؤية سليمة منذ البداية تمكن الكفاءات وتحارب الفساد وتمنع الانزلاق في فخ المناطقية.
ان لم نتعلم الدروس من التاريخ القريب سنكون اغبياء وسنضيع كل الانجازات التي تحققت وتصبح قضيتنا وشعبنا في مهب الريح .
لذلك دائماً في منشوراتي احذر من هذه اللوبيات لأن مخاطرها جسيمة وقد نفقد بسببها كل التضحيات ونعود الى نقطة الصفر ..
#ياسر_اليافعي