عند انتشار فايروس كورونا في #الضالع وقفت الجهات التي يفترض أنها مختصة عاجزة فاسدة
فانبرى طبيب شاب للتصدي للمرض فجمع ما استطاع من زملائه وباع أرضية ورثها عن والده وطلب مساعدة المجتمع الذي تفاعل بشكل جيد
فتح الطبيب مبنى مهجورا قيد الإنشاء وحوله إلى محجر صحي ولأن الجميع يعرف نزاهة الرجل ونواياه فقد لقي المحجر دعم بعض المغتربين والتجار
عمل هو وطاقمه على مدار الساعة فلم يبارح المبنى لأشهر يتنقل بين مريض وآخر، ولم يعد إلى منزله الا بعد تلاشي الوباء.
في منتصف الفترة الحرجة لفت هذا العمل نظر منظمة الصحة العالمية التي أرسلت وفدا لمعاينة الامر، وخرج الوفد مندهشا، فأسرعت المنظمة لصرف شهادة تقدير وتكفلت بالعلاجات اللازمة التي وصلت في وقت قياسي.
انتهى الوباء ولم ينته العمل، فقد لقي الطبيب وزملاؤه أن الكثير من الأجهزة والمعدات موجودة، فحولوا المحجر الى مستشفى ومركز استقبال لجرحى الجبهات، ولتقديم خدمة أفضل أسسوا نقاطا طبية في كل جبهة، وسار العمل بشكل جيد، وظل الطاقم يعمل وأصبح الطبيب الشاب مديرا للمستشفى بمباركة المجتمع.
لكنه لم يكن فاسدا وتلك مشكلته وقف ليمنع أي تجاوز، حين حاول أرباب الفساد السيطرة على الاجهزة والمعدات والأودية التي وصلت من منظمة الصحة وغيرها، كان الطبيب الشاب حائلا بينهم وبينها، فلم تنقص حبة دواء في غير مكانها الصحيح.
سارت الأمور على هذا النحو حتى أجمع الفاسدون على ضرورة التخلص من الرجل
وبالفعل تابعت القصة منذ بدايتها وكنت من اشد المعجبين بما فعله الطبيب وزملاؤه منذ البداية وكنت أنتظر رؤية ساعة الاحتفاء بهم والتكريم
لكن المفاجاة أن صدر الاسبوع الماضي قرار عزل الطبيب جهاد وتعيين آخر لا يعرف عنه الناس الا انه من ابناء المنطقة وكان يعيش في صنعاء منذ عقود وهو غير موظف لكنه صديق أحد كبار الفاسدين.
صلاح بن لغبر