في المكلا.. السلطان القعيطي يأمر بشراء السمك بعد صلاة المغرب

عندما كان يحكم الجنوب العربي رجال محترمين ذوي ضمائر ممن يخافون الله ويتقونه في رعيتهم والعمل على تسهيل سبل عيشهم وتوفير الرعاية التامة بظروف وإمكانات ذلك الزمن المتاحة ويتعاملون بمساواة مع الغني والفقير كانت الطرق ممهدة للسير بالجنوب العربي وشعبه إلى مستقبل مشرق ومزدهر وكانوا على وشك وضع الجنوب وأهله في مصاف الدول المتقدمة والمتحضرة.

محرر "شبوة برس" يورد بشكل موجز بأن من أبرز سلاطين الجنوب العربي ممن وضع دستور لسلطنته كما هو معمول به في الدول والشعوب الراقية والمتحضرة مثل السويد وهولندا وبريطانيا والدنمارك وبلجيكا دستورا يفصل بين السلطات ويحدد ويحجم سلطات السلطان وصلاحياته إلى أدنى حد ويغلق صلاحياته المالية والصرف من الخزينة العامة وأبرزهم السلاطين "صالح بن غالب القعيطي اليافعي" سلطان سلطنة القعيطي والسلطان "علي عبدالكريم العبدلي" سلطان لحج وخريج كلية فكتوريا بالأسكندرية رحمهما الله تعالى بوضعهم دساتير وتشريعات تنظم ذلك.

ولكن المؤامرات العربية والدولية أجهضت ذلك الحلم المشروع من خلال المؤامرة على سلاطين الجنوب وسلطناتهم وإسقاطها بتكليف عملائها المصطنعين و المأجورين من مراهقي السياسية والنضال الزائفين ولما يشكله نظام السلطنتين كنموذج رفيع ومتحضر من خطر مستقبلي على بعض الأنظمة.

إضافة معلومة موثقة من محرر "شبوة برس"..: "ميزانية العدل في سلطنة القعيطي أكبر من ميزانية الأمن والشرطة".

محرر "شبوة برس" تلقى الموضوع التالي من أحد القراء المتابعين لـ "شبوة برس" له منا كل الشكر والثناء.

#حضرموت_السلطنة
دروس من تاريخ السلطان...عبرة لمن يخطفون اللقمة من فم الفقير !؟.

عندما اراد سعيد بن كوير بناء مصنعا للتونة في منطقة خلف بالمكلا، ذهب ليستصدر ترخيصا بذلك من الادارات المختصة ورفعوا ذلك الامر للسلطان للإطلاع والتوجيه ولكنه قال لهم ائذنوا له بمقابلتي..

وعند اللقاء قال له السلطان انا ليس لدي مانع من اقامتك للمصنع بل سامنحك كل ماتريد من تراخيص وابارك لك هذا العمل المفيد ولكن لدي سؤالا لابد ان اعرف إجابته مباشرة منك وهو: ( من اين سيتم امداد المصنع بالسمك) فأجاب بن كوير: (ان ذلك سيتم بالشراء من الصيادين) فقام السلطان بختم موافقته على الاوراق ودفعها له قائلا: هذه موافقة مني على طلبكم ولكن لي "شرطا" ان لا تشتروا الاسماك من السوق الا بعد صلاة المغرب وكان ذلك التصرف قمة في الحكمة اذ ان بن كوير لن يستطيع امداد مصنعه الا بعد اكتفاء الناس من السمك.

وشتان بين حال السلطان مع مصالح الناس من العامة في ذلك الزمن والحرص على حماية قوتهم اليومي بان لايمس بضر وبين ولي الامر اليوم ونحن نرى ان هناك مصانعا كثيرة للتونة اقيمت ونهب وتهريب للثروة السمكية دون الاخذ في الاعتبار حماية قوت الناس وانهم بذلك انما يخطفون اللقمة من فم الفقير دون وازع من دين اوخلق.

(افتتح مصنع تونة سعيد بن كوير عام 1950 في المكلا كأول مصنع لتعليب الاسماك على مستوى الجزيرة العربية والخليج بتقنية ايطالية وايد عاملة حضرمية واشراف فني واداري من اسرة علي وسعيد بن كوير وأبنائهم وتم تأميمه من قبل مجانين الرفاق في السبعينات ليتحول الى مصنع تونة الغويزي)

*- "شبوة برس"