البعض يريد دفع الإنتقالي إلى المواجهة العسكرية

2023-02-08 20:00
البعض يريد دفع الإنتقالي إلى المواجهة العسكرية
شبوه برس - خـاص - عــدن



مرونة المجلس الإنتقالي وطغيان الإصلاح والحوثي يضع الرياض أمام الأمر الواقع، ويزيد من معانات الشعب الجنوبي، ويضع المنطقة بأكملها أمام تحديات مصيرها مجهول.



الشعب الجنوبي فقد ثقته في القيادة السياسية السعودية أما الإنتقالي الذي آثر التزام الصمت، لا ريب أنه يحمل السعودية فشل اتفاق الرياض دون الجهر بذلك لعدم قدرتها على وضع حد للمؤامرات التي ما فتئ الاصلاح الإخواني والدموي منذ توقيع اتفاق الوحدة بين الشعبين الشقيقين اليمني والجنوبي يعمل على المضي قدما في إفتعال الازمات وخلق أجواء الحروب والإغتيالات واستغلال الموارد الطبيعية في الجنوب العربي.



لهذا وذاك أي تمديد لاتفاق الرياض هو بفعل الملموس تمديد لمعانات الجنوبيين، وإهدار حقوقهم، والعودة إلى نقطة الصفر لأزمة لا تزال خيوطها مبعثرة.



البعض يريد دفع الإنتقالي إلى المواجهة العسكرية انطلاقا من مبدأ الذي يؤخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة، والبعض الآخر يوجه انتقادات الى المجلس الإنتقالي في غياب سياسة إعلامية تعمل على إعطاء الحقائق السياسة والعسكرية إلى الرأي العام الجنوبي، وآخرون يعتبرون أن الانتقالي وقع في أخطاء عليه أن يقوم بنقد ذاتي وإعادة صياغة سياسة تتميز بأخذ مواقف شجاعة، كما أن هناك أصوات لا تزال تعتبر أن الإنتقالي حقق مكاسب إقليمية ودولية تتجلى في الاعتراف به كممثل شرعي للشعب الجنوبي.



هاته المواقف المتباينة تعكس ذلك التفاؤل الذي عم في الجنوب بعد توقيع اتفاق الرياض وتحول إلى تشاؤم وغضب شديدين لما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والإجتماعية المأساوية في المحافظات الجنوبية وفي مقدمتها عدن المجاهدة، والأوضاع العسكرية في مناطق أخرى وفي مقدمتها شبوة، مما يدل على تراجع القوات الجنوبية في السيطرة المطلقة على التراب الجنوبي.



يظل القول إن الانتقالي يواجه وضعا في غاية التعقيدات الذي لا يزال مهيمنا على المنطقة، أما المسؤولية الأخلاقية والتاريخية تتحملها السعودية التي يعتبرها الجنوبيون حليفة بشكل أو بآخر مع الإصلاح ، والتي تحول دون تحقيق فك الإرتباط والإعلان عن استقلال الجنوب.



بقلم د. توفيق جازوليت أكاديمي مغربي.