1- نحن والحمير !!
تحدث الكاتب اليمني محمد مصطفى العمراني في كتابه "نحن والحمير والمنعطف الخطير" :
تحدث عن معاناة اهل قريته الذين ينقلون مياه الشرب من عين ماء كان لابد لهم ان يسلكوا في طريقهم للعين ممر ومنعطف خطير بجانب وادي سحيق تسبب بوفاة عدد من الأطفال نتيجة سقوطهم مع الحمير بهذا الوادي اثناء عبورهم ذلك المنعطف..
وبعد عقود من الزمن كان وجهاء القرية يجتمعون في منزل احدهم يناقشون موضوع المنعطف وكيفية إيجاد حل لهذه المشكلة يقول الكاتب : وعندما سألتهم وانا الذي تعرضت لأكثر من مرة للسقوط في الوادي عندما كنت طفلا اذهب مع الحمار الى العين سألتهم : لماذا لا تسلكون طريق اخر أأمن للوصول الى العين ؟! يقول تفاجأت بإجابة مفزعة عندما قالوا لي :
نحن نمشي وراء الحمير وهي من تسلك بنا ذلك الطريق !!
ونحن أيضا مشينا ومازلنا نمشي وراء الكثير من الحمير حتى أوصلت واوصلنا بلادنا الى هذه الحالة الخطيرة من الحروب الأهلية وما خلفته من كوارث ودمار ومجاعة .
2- انه أخي !!
في اليابان، أثناء الحــرب كان ولد يحمل أخاه الميّت على ظهره ليدفنه، لاحظه جـنديّ وطلب منه أن يرمي هذا الطّفل المـــيّت حتّى لا يتعب، ردّ عليه:
هو ليس ثقيلا، هذا أخي!!
فهم الجــندي وأجهش بالبكاء.
منذ ذلك الوقت أصبحت هذه الصّورة رمز الوحدة في اليابان."
ليته يصبح شعارنا :
"ليس ثقيلا إنّه أخي " إذا وقع ارفعْه، وإذا تعِب اساعدْه،
و إذا ضعُف أسندْه، واذا أخطأ أسامحه
واذا تخلى العالم عنه أحمله فوق ظهري فهو ليس ثقيلًا
إنه أخي..!!
3- ظننتك من أهلي !!
عندما كان العرب يقيمون الأفراح قديما كانوا يوزّعون قطع اللّحم عبر لفّها بالخبز .
فإذا وجد صاحب الفرح أن عدد الحضور يفوق عدد قطع اللحم لديه أو يخشى ذلك ، يقوم بلفّ الخبز ببعضه ( بدون لحم ) ويوزّعه على أقرب الأقربين ممّن يعتقد أنّهم سيسترون عليه ليوفّر اللّحم للغرباء!!
أحد هؤلاء الرجال وزع الخبز بدون لحم على عدد من أقاربه وأصدقائه من الذين يحسن الظنّ بهم .
فبدأوا بأكلها وكأنّها تحتوي اللحم إلاّ أحدهم فتح الخبز ونادى على صاحب البيت وقال له " يا أبا فلان الخبز بدون لحم "
فردّ عليه صاحب البيت
" حقّك عليّْ ظننتك من أهلي "!!
في زمننا الحالي ، كم انخدعنا بأشخاص كنّا نعتقد أنّهم منّا وسيردّوا غيبتنا ويحموا ظهورنا ويخلصوا لنا .
فتأكّدوا جيّداً على من توزّعون الخبز؟!!!!
و تأكدو ممن تتقربون.....!!
د. علوي عمر بن فريد