ما شجع الحوثي على التمادي والتهديد باعادة غزواته واجتياحاته ان الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تتعامل معه بانه الانقلاب المدلل ووفرت لعملياته الصمت الدولي الذي يرقى للحماية ومسحوه من قائمة الارهاب وكانت منظمات الغرب الانسانية والحقوقية والاغاثية اهم حوامل حماية انقلابه
لقد ظلوا متواطئين معه لحساباتهم باذكاء الصراعات الطائفية في المنطقة ورغبتهم في اغلاق ملف تفاوض الملف النووي الايراني باي ترضيات اقليمية ومشروع انقلاب الحوثي احد وسائل الضغط التي تلعب بها ايران ولذا فان بقاء نافذة التفاوض حول اي هدنة في ظل ما يتمتع به الحوثي من دلال سياسي لن تكون الا استراحة محارب لاستئناف الحرب
وساعده محليا ، طيلة سنوات الحرب ، عدم جدية ومصداقية من الشماليين في الحرب ضده فالشماليون وبالذات الاخوان والارهاب وهما اقوى مشروعين شماليين يدّعيان انهما يحاربانه اثبتا ان عدوهم في الجنوب وان اسقاط عدن والجنوب ونشر الارهاب والتفخيخ فيها اولى اولوياتهم من اسقاط انقلاب الحوثي في صنعاء ، وان تسقط عدن والجنوب مع الحوثي افضل من سقوطها مع اي مشروع جنوبي ورهان المشروعان على المستقبل وان تظل الفوضى وتآكل الدخول المجتمعية والغلاء ، شيوع الحالة "الصومالية نموذجا" ، فالاول الاكثر تنظيما والاكثر مالا ومنظمات والاوسع اعلاما وعلاقات دولية والثاني الاكثر تخويفا ورعبا وحين ساد الاول تلاشى الثاني!!!
وساعد الحوثي اقليميا وسيساعد مشروعي الاخوان والارهاب عدم جدية التحالف في خلق نموذج جاذب في المناطق المحررة في الجنوب
وساعده تهريب السلاح برا وبحرا ووصول تكنولوجيا الصواريخ والمسيرات او وصولهما اليه فسواحل البحر الاحمر تحت هيمنته وحماية المنطقة الصحراوية تحماها قوات تدعي انها مع الشرعية وضد المشروع الايراني وهي تحمي ممرات آمنة لتزويده بالسلاح..فكيف له ان لا يعيد الغزو؟
الانتقالي كان واضحا مع التحالف منذ الرياض 1 بانهم اذا ارادوا الانتصار على الانقلاب يكون بتوحيد البندقية ضد الحوثي وانه المسار الصحيح ، فهو ليس عدوا محليا بل عدو للمشروع العربي واهم ركائز المشروع الايراني في الجزيرة العربية وكذا لابد من خلق مشروع جاذب في محافظات الجنوب المحررة ومحاربة الارهاب وارهاب التفخيخات المُصدّر الى عدن من معسكرات يُفتَرض ان يكون عدوها الانقلاب في صنعاء وليست القوات والشخصيات الجنوبية في عدن فبقاء الارهاب والتفخيخ يعيث خرابا وفوضى في الجنوب لن يهزم الجنوب لكنه ليس من توحيد البندقية ضد عدو مشترك وحالة كهذه ستغري الحوثي باعادة الغزو
الهدنة او الهدن كانت وستظل فرصة للحوثي في الشمال ان يعيد تجهيزاته لاستئناف الحرب وانتهاكاته للهدن تعطي رسائل سلبية عن ضعف القوى التي تواجهه وكانت الهدن ايضا فرصة للارهاب ان يقتحم ويقتل في النقاط في الجنوب وفرصة لمعسكرات التفخيخ ان تفخخ الشوارع في عدن ولا يسألها سائل..فكيف للحوثي في حال كهذا الا يفكر جديا باستئناف الحرب!!؟
الهدن والتنازلات تغري الحوثي فياخذ مايريد ولا يعطي مايراد منه وهذا اسلوبه منذ خروجه من "مران" وحروبه حتى استولى على صنعاء فحرمانه من التنازلات سيجعله يعيد حساباته لكن لابد من استعدادات قوة يستشعر خطرها ترافق رفضه مالم فانه سيعيد التفكير جديا في استئناف الحرب
8يوليو2022م