بعد فشل الخطاب الوطني في التحشيد ضد الحوثي.. تحشيد مذهبي من خلال مجلس القيادة

2022-04-16 00:21
بعد فشل الخطاب الوطني في التحشيد ضد الحوثي.. تحشيد مذهبي من خلال مجلس القيادة
شبوه برس - خـاص - عـــدن

 

#سياسة_ودين:

الحقيقة ان حرب 7 سنوات تكفي لإعادة الحوثي الى ماقبل التاريخ ،وليس الى كهوف مران فحسب.

 

وكل من تابع مسار الحرب منذ انطلاق عاصفة الحزم يدرك ان هزيمة الحوثي عسكريا كانت ممكنة اذا ما توفرت الرغبة والارادة لدى قوى النفوذ الشمالية بالنظر الى حجم الامكانات ودعم ومساندة التحالف.

وبدلا من استنزاف الحوثي ودحره الى خارج صنعاء ، أُستنزف التحالف وتراجع جيش الشرعية الى مأرب بعد ان سلم مواقعه وتحصيناته وترساناته للحوثي دون قتال.

 

فعلامَ يراهن التحالف بعد ان خذله حلفائه في الشمال؟

ومن هو الحليف المؤتمن الذي باستطاعته كسر شوكة الحوثي وارغامه على الاستسلام؟

 

ان التخلي عن الرئيس هادي "الجنوبي السني"، واستبداله بالرئيس العليمي "الشمالي السني"، لاتفسير له سوى ان الشمال الزيدي لن يقاتل ليستعيد شرعية رئيس جنوبي سني ،وان اسبداله برئيس "شمالي زيدي" هو اقرب الى الحوثي منه الى الشرعية، كما لن يتقبله الجنوبيون باي حال باعتباره انقلابا آخرا على الرئيس الذي يعترف البعض بشرعيته ويدين له البعض الآخر بالولاء ، الامر الذي سيفشل مشاورات الرياض وينسف اتفاق الرياض بالضرورة، وبالتالي تسقط فكرة توحيد الجهود عسكريا (شمال وجنوب) ضد الحوثي بالضرورة ايضا.

 

لذا حرص الاخوة في الخليج على ان يكون البديل للرئيس هادي (مجلس قيادة رئاسي) يتكون من 7 نواب ورئيس شمالي سني، يجعل من المناصفة الجنوبية فيه تبدو منصفة ويجعل من توحيد الجهود والتحشيد ضد الحوثي (مذهبيا ) امر وارد الحدوث بعدما فقد الخطاب الوطني مصداقيته وسقط في وحل الفاسدين وتجار الحروب وثوار الكلام ، واذا ماعدنا بالذاكرة الى بدايات الحرب في 2015م ، وكيف كانت طائرات التحالف تلقي بصناديق الاسلحة والذخائر ، وكيف كانت تتم التعبئة من على المنابر وفي الجبهات بالخطاب الديني والشحن المذهبي وان المعركة هي معركة الأمة لنصرة الدين وجهاد في سبيل الله.

 

لايمكن لاصطفاف وطني ان يحدث مالم تتفق المصالح وتتوحد الاهداف ، ولا شي يمكن الاتكاء عليه إذ لا وجود لمحفزات وطنية متطابقة ولا مغريات سلطة ولا مال يمكن مساومة الحوثي عليها، فهو السلطة المطلقة في الشمال وهو خزينة بيت المال .

 

ولانه لايمكن للإصطفاف الوطني ان يحدث مالم تتفق المصالح وتتطابق الاهداف، فان لاشيء سوى الاتكاء على الخلاف المذهبي اذ لا وجود لمحفزات وطنية للاطاحة بالحوثي ولامغريات سلطة او مال فهو السلطة المطلقة في الشمال وهو خزينة بيت المال.

 

‏اتمنى ان اكون مخطئا في ما اسلفت على ان ارى رايات سود ترفرف على اصوات التكبيرات هناك ، او رايات خضراء تتمايل على اصوات الشيلات هنا.

 

*- شهاب الحامد ـ كاتب سياسي