أرى الكثير من إخواننا الجنوبيين يهذون حول نتائج مشاورات الرياض 2 ، وكلا منهم يخون الآخر مما يجعل البعض يستعرض التاريخ منذ الإستقلال حتى اليوم ، بحيث جعلوا من القضية الجنوبية مادة للتنفيس عن احقادهم واضغانهم ضد بعضهم البعض، وهذا حوار عقيم ضار بالجنوبيين وبقضيتهم .
نحن نعلم أن نضال الجنوبيين يهدف إلى إستعادة الجنوب على حدود ما قبل 22 مايو 90 وهذا هو المقياس الذي ننقد عليه سلبا أو إيجابا أي نتائج لأي تحركات جنوبية ، فلو أخذنا نتائج مشاورات الرياض 2 لوجدنا أنها لا تصب في مجرى إستعادة الجنوب ، إلا إشارة إلى أنها ستكون في إطار خاص عند الحل النهائي ، وتلك الإشارة لم أطلع عليها كبيان رسمي لأي جهة ، ولهذا أعتبر إن نتائج مشاورات الرياض فارغة من القضية الجنوبية .
إن الإشارة إلى وضع القضية الجنوبية في إطار خاص لا يعني شيئا ، لانها مطروحة في إطار خاص منذ حرب صيف 94 ، كان مفروض إن تحدد الفترة الزمنية لحلها ، وإن يحدد تصور الجهات التي رعت وحضرت مشاورات الرياض 2 لحل هذه القضية ، لكن لم نرى شيئا من ذلك ، وفي هذا أنا لا اخون عيدروس الزبيدي ولا المجلس الإنتقالي ، ولكني ارجع ذلك إلى إنخفاض مستوى الوعي الاستراتيجي للمفاوض الجنوبي والارتهان للغير .
الخيانة سنوصم بها الزبيدي والمجلس الإنتقالي عندما تستخدم القوات التابعة لهم الرصاص ضد الجنوبيين الذين يتظاهرون من أجل فك الارتباط فورا، أو يتظاهرون من أجل تحسين معيشتهم وخدماتهم، فمن يمنع قوى الحراك السلمي الأخرى من أن تدعي شعب الجنوب للتظاهر من أجل فك الارتباط فورا بعيدا عن الإنتقالي، والذي أنا متأكد منه إن الإنتقالي سيدعم هذه القوى بقاعدته ولن يقف ضدها.