الصعــود إلى الأسفـــل... إنتحار سياسي

2022-04-07 05:21

 

يبدو أن المجلس الانتقالي الجنوبي قد حسَمَ أمــــره  وقِبـلَ بمنصب نائبا للرئيس،-أقول نائبا للرئيس وليس نائب الرئيس لأن هناك  سيكون أكثر من نائب- بحسب المقترحات الخليجية.

فقبول الانتقالي بهكذا منصب لا يمكن فهمه إلّا أن المجلس قد صار على تخوم الاضمحلال داخل مفاصل الشرعية تبتلعه وتبتلع معه القضية الجنوبية-، أو هكذا يخطط الكبير الكُبارة من خلف الستار.

   

فإن كان منصب الرئيس كما نشاهده منذ عام 2012م مجرد حالة افتراضية لا وجود لها على الواقع، منصب مسلوب القرار والإرادة الوطنية الحرة، فكيف سيكون حال منصب النائب، وبجانبه أكثر من نائب أيضإ ؟.

     

-  أخشى ما أخشاه أن الانتقالي في هذه الاثناء يُقـدِم على عملية انتحار سياسي دون وعي،أو بوعي. فهو يُـكسّـر مجاديفه في خضم متلاطم من الأنواء، ونعني هنا ابتعاده المتسارع عن جماهيره وقواعده النخبوية، يُـهجر قضيته،والارتماء بحضن وحاضنه لطالما قال بها ما لم يقله مالك بالخمرة،ولطالما رمى بشتى التهم والشتائم بوجه كل من ينتمي لها ويؤيدها.

 

الانفصال الذي أنجزه الانتقالي حتى الآن هو انفصاله عن محيطه الجماهيري الجنوبي.    

- فتعاطي الانتقالي مع الشرعية،والدخول معها بشراكة سياسية باسم اتفاق الرياض بالسنوات الماضية كان من منطق ومنطلق التعامل مع الواقع وانحناءة الضرورة، وكان قطاع واسع بالجنوب يتفهم هذه السياسية ويبتلع مصطلح التكتكة السياسة،ولو على مضض طالما وهي ما تزال بحدود المعقول، لكن أن تبلغ سياسة التكتكة مرحلة الزواج السياسي التام وإدارة ظهر المجن لمن وثق به،فهنا لا بد من تسجيل حالة احتجاج ونقطة سطر جديد.

             

- فإصلاح هيكل الشرعية السياسي والذوبان داخلها ليست مهمة المجلس الانتقالي او إمر واجب عليه تنفيذه إلُا إذا كان قد قـرر فعلا- دون أن يعلن ذلك-التخلي عن هدفه وقضيته، وأضحى جزءا من السلطة اليمنية المعترف بها. ففي هذه الحال لا يسعنا إلّا القول: هنيئا له رغيد عيشها ومذاق عسيلتها، لكن بعد ان يصارح الناس بهذه الحقيقة الصادمة، وبالذات الذين وضعوا فيه ثقتهم حتى يتدبروا أمرهم بإبقاء علاقتهم به أو بفضها.

  

- فبوسعه أن يُـسمي ما يخطط له من شراكة سياسية واسعة مع الشرعية ما يشاء من تسميات إلا ان يسميه انتصارا للقضية الجنوبية او بخطوة نحو استعادة دولة الجنوب.

 

* صلاح السقلدي