"السعودية" ووحدوية صاحب تعز

2022-04-01 09:11

 

 في أواخر العام 2012م، كنا مجموعة من الأصدقاء والمعاريف في "جلسة مقيل"، بساحة شهداء الجنوب بالمنصورة، نناقش الأوضاع السياسية كما جرت العادة.

 يومها قبيل آذان المغرب، جاء إلينا شخص في منتصف الثلاثينات، جلس امام صديق من يافع لا أتذكر اسمه، وطلب منه فلوس عشان يروح يشتري قات.

صاحبنا قام أعطاه فلوس، وذهب الأخ، وقبل ان يختفي في الازقة صاح عليها "يا (فلان)، انتبه تروح مع من حصلتك معه الجمعة الماضية.

الأخ رجع يجري "اقسم بالله ما اروح"، ثم تمتم بكلمات من لهجة غريبة، لم افهمها.

ذهب الأخ، وبجواري كان يجلس صديق، قال له "ايه قصة (فلان)، وأين حصلته؟.

قام يسر علينا القصة: "هذا الشخص مسكين من تعز، كان يعمل هنا في المنصورة يبيع اواني منزلية، ومع احداث العام 2011م، توقف عمله بفعل المظاهرات، وتحول الى مناضل مع المظاهرة التي اتلفت عليه مصدر رزقه (يضحك).

كاد ان يقتل علينا أكثر من مرة، ومرة انقذناه من موت محقق بعد ان كانت عربية عسكرية تحاول دهسه في شارع القصر.

ومن يومها وهو معنا يأكل ويشرب ويخزن، ولا يفارقنا.

 

طيب وبعدين ايه حصل الجمعة؟

 

"انا بعض الأوقات اذهب عند قريبي وهو مسؤول في مرفق حكومي بعدن، وكما يحصل تجتمع الكثير من الأطراف السياسية، اتصل لي صاحبنا (يقصد بطل القصة)، يسألني فينك، قلت له اليوم انا بعيد ومعزوم عند قريبي، دبر نفسك من أي مكان، ونلتقي في المساء بالساحة".

"المهم انا ذهبت عند قريبي وتغدينا وبدأنا نخزن القات، فجأة يدخل الديوان قيادي في حزب الإصلاح وخلفه (الأخ)، يسير وبيده "علب المياه وثلاجة القهوة بالزنجبيل، ادرت وجهي حتى لا يراني ويحرج من وجودي، ثم جلس وادار ظهره باتجاه الباب وانا في الركن مخزن واتسمع، فجأة تحول النقاش الى قضية استكمال اهداف الثورة وان الرئيس الان جنوبي وان الانفصال قد انتهى بعد ان أصبح هادي رئيسا".

"فجأة قفز (بطل القصة) يؤكد على ان الوحدة راسخة رسوخ جبل صبر، صدمني (يضحك)".

عملت له رسالة على الجوال "كيف امورك يا وحدوي"، شاف الرسالة ثم رجع يجلس ويدور برأسه في الديوان فجأة شافني، كتب لي رد على الرسالة "انت قلت لي دبر نفسك اليوم".

قلت له "دبر نفسك بحق القات والغداء مش ترجع وحدوي واصلاحي كمان"، رد على "ما نفعل قده الرزق".

تذكرت هذه القصة التي مر عليها أكثر من عشرة أعوام، مع تصريحات السعودية عن دعم مشاورات الرياض للوحدة اليمنية، فصحاب تعز عائش مع الجنوبيين يأكل ويشرب وأصبح جنوبي أكثر منهم، ثم لما شاف مصلحته مع الجماعة قلب.

والسعودية أطلقت لنا في بداية "عاصفة الحزم" "إبراهيم ال مرعي"، يطلق التصريحات ويؤكد ان دولة الجنوب قادمة لا محالة وان لا سبيل الا باستقلال الجنوب، وحين انتهت مهمته ذهب ولم يعد.

السعودية حين كانت بحاجة للجنوب وقوات الجنوب، كانت معنا وفي صفنا، وحين قلنا لها "دبروا أنفسكم اليوم حرروا الشمال من الحوثي، قوات العمالقة لن تذهب باتجاه مأرب"، ذهبت تقول ان الوحدة اليمنية موجودة في قاعة امانة مجلس التعاون الخليجي.

 طيب سهل يا اشقاء حرروا الشمال من الحوثي واعرفوا نخرج نعمل مظاهرة دعما للوحدة اليمنية في ساحة العروض بخور مكسر، بس أنتم هل تريدون وحدة يمنية مع الحوثيين او بدونهم، اذا بدونهم فهزيمتهم أولى، اما اذا كانت وحدة معهم، فمع هذا لنا رأي آخر.

#صالح_أبوعوذل