لو قرأنا تاريخ الجنوب منذ الإستقلال حتى اليوم لوجدنا فيه الكثير من المنعطفات التاريخية التي توسم فيها الجهة المهزومة بالخيانة كاحداث يونيو 69 وأحداث يونيو 78 وأحداث يناير 86 وحدث 22 مايو 90 وحدث توقيع اتفاق الرياض ومشاركة الإنتقالي في حكومة الشرعية اليمنية .
إن كل تلك الأحداث المذكورة سابقا لم تكن بسبب خيانة جهة ما من الجهات المتصارعة سوى المنتصرة أو المهزومة ولكن كان ذلك بسبب عدم النضوج السياسي والفكري لهذه الجهات وبسبب ارتهانها للغير وعدم وجود الدولة المدنية التي تضمن الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية والنظام والقانون وحرية التعبير عن الرأي والفكر والانتماء والاعتقاد والانتخاب .
ومن هذه المعطيات يتضح إن الجنوبيون في أمس الحاجة إلى رفع مستوى نضوجهم الفكري والسياسي واستقلالية قراراتهم عن الغير وانتهاج النهج الديمقراطي الحر الذي يمنح حرية التعبير عن الرأي والفكر والانتماء والاعتقاد والانتخاب حرية بلا حدود لأنها السبيل الأمثل الذي يمكن من خلاله رفع مستوى النضوج السياسي والفكري للجنوبيين واستقلالية قراراتهم عن الغير .
كما يتضح إن الجنوبيين في أمس الحاجة إلى تحديد سلطة الفرد وسلطة المؤسسات والأحزاب والشعب وإن تكون الحدود واضحة وجلية بين سلطة الفرد وسلطة المؤسسة وسلطة الحزب وسلطة الشعب حتى لا يجد الاستبداد والدكتاتورية الفردية والحزبية طريقا لتطغى على سلطة الشعب وذلك من خلال المؤسسات الرقابية العامة كالجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي الجنوبي .