نجيب يابلي رجل جنوبي مدني بسيط، نشأ وعاش ومات وهو مدني، لم تلوثه الجهوية الاجتماعية أو المناطقية أو السياسية أو المذهبية ، كان نجيب يابلي كالخبز ، يتناوله الجميع ، لا أحد يستطيع أن يستغني عنه ، يأكله الفقير والغني ، والعبد والأمير ، كما كان نجيب يابلي كالملح ، لا مذاق للطعام من دونه ، أو كالسكر للعصيرات والحلويات .
عاش نجيب يابلي إنسانا مدنيا بسيطا ، سلاحه القلم ، وذخيرته الكلمة الصادقة الهادفة ، المعبرة عن الحقيقة المجردة ، دون سمكرة أو تلميع ، المطالبة بالحق والحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية ، والنظام والقانون ، والسلام والأمن للجنوب أرضا وإنسانا .
هزم نجيب يابلي بسلاحه وذخيرته السلمية هذه ، أعتى أسلحة أجهزة القمع والإرهاب والتطرف ، والجهوية الاجتماعية والمناطقية والمذهبية والسياسية ، باسلحتها الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ، حيث عجزت بكل وسائلها وأساليبها الترهيبية والترغيبية ، من النيل منه ومن سجيته المدنية .
لقد انطفا مشعل المدنية الجنوبية المتوهج يوم 28 مارس 2022 وسلم الأمانة إلى بارئها شهيدا ، متأثرا بالقهر والظلم والطغيان والاستبداد ، الذي كان يعاني منه ، ويعاني منه شعب الجنوب بشكل عام ، من باب المندب إلى المهرة نسأل الله إن يتقبل الشهيد نجيب يابلي بالعفو والغفران ويسكنه فسيح جناته .