التحالف التاريخي بين الإمامة الزيدية وقبيلتي حاشد وبكيل

2022-01-30 13:03
التحالف التاريخي بين الإمامة الزيدية وقبيلتي حاشد وبكيل
شبوه برس - خـاص - عـــدن

 

الحقيقة التاريخية التي يتجنب الكثير الحديث عنها او محاولة فهمها حتى يمكن التعامل معها بشكل بنّاء ومفيد للجميع هي في وجود نفس التركيبة الاجتماعية في  الهضبة الزيدية منذ 1200 سنة تقريبا بعلاقة راسخة بين الزيدية ( القبلية) والزيدية ( الدينية).

1) تحالف بين القبيلة (حاشد وبكيل اساسا) وبين الطبقة الدينة (الإمامة الزيدية) وتناوب في الحكم والسلطة للجناح الاقوى فيهما كمنظومة تحكم الهضبة ولاتسمح لاي طرف ثالث دخيل في ذلك، وتمد سيطرتها خارج نطاق الهضبة إلى حيث تستطيع الوصول جنوبا او شرقا  او غربا.

2) هكذا عبر مراحل التاريخ ومنعطفاته يحمل صولجان الحكم الجناح الزيدي الاقوى ( ديني او قبلي) ويسنده الطرف الآخر ويحرس بعضهما الاخر ويدافع عنه من اي طرف خارجي.

3) في التاريخ الحديث عندما قامت ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ أسقطت الزيدية الدينية من الحكم  بدايةً لكن الزيدية القبلية كانت حريصة على أن تكون هي البديل الجمهوري بدلا عن النظام الزيدي الأمامي بالرغم من ان المهندس الحقيقي لتلك الثورة من خارج الهضبة  وانتهى في جبهات القتال ضد فلول الإمامة ( الشهيد علي عبدالمغني)..

مثلما انتهى لاحقا ابن المناطق الوسطى القائد الحقيقي ضد حصار صنعاء الشهير مسحولا في شوارعها على يد زملاءه الجمهوريين من قبائل الهضبة الزيدية ( الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب).

4) هذه هي الحقيقة الاجتماعية والمعادلة السياسية منذ مئات السنين في صنعاء ، تعاضد قبلي ديني للحفاظ على الحكم وتبادل الأدوار وامتصاص الصدمات واحتوائها.

5) حيث قدمت مصر عبدالناصر حوال 55 الف من نخبة جيشها للقتال باليمن دعما للجمهورية  لسنوات، لكن هذا التخادم القبلي والديني كلف مصر آلاف الشهداء واختلال كبير في امنها القومي امام العدو الصهيوني وخسارة سيناء،  وانتهى الامر باتفاق صلح بين الجمهوريين والملكيين وتقاسم الحكم بينهما من جديد.

6) بينما في نفس الفترة لم يقدم الجيش المصري اكثر من كميات محدودة من الاسلحة والذخائر لثوار الجنوب وتدريب مئات منهم فقط في تعز او القاهرة  واستطاعوا بذلك تحرير ارضهم من المستعمر البريطاني وجلائه منها قبل الوقت المحدد.

7) اليوم تعيد هذه الاعتبارات نفسها في تفسير مجريات الحرب : هناك حاكم ديني في صنعاء ( السيد الحوثي)  وبالمقابل هناك قيادة عسكرية قبلية من ذات الهضبة تتحكم في قرار مايسمى بالجيش الوطني،

الهدف واضح: منع اي طرف ثالث من حكم صنعاء وبقية الجمهورية ... وعلى ضخامة دعم قوات التحالف العربي لهذا الجيش لكن الواقع يعيد نفس التجربة المصرية (امتصاص لصدمة التغيير واحتواء الحليف واستنزافه ثم الانقلاب عليه)

   بينما بالمقابل استطاعت القوات الجنوبية تحقيق انتصار ناجز وتحرير الجنوب بأقل نسبة من ذلك الدعم العربي.

سوف تستمر هذه الحرب سنوات دون تقدم اذا بقي قرار القوات التابعة للحكومة بشكل مطلق بيد قيادات الهضبة الزيدية ولن تتحرر اي منطقة الا اذا تحرر القرار العسكري فيها وأصبح بيد أبنائها في مأرب او البيضاء او اي محافظة اخرى.

 

#م_مسعود_احمد_زين