مازالت بعض النخب منهم في وهم ماقبل الحرب بل ان المعتدل كالمتطرف فيهم لايرى حلا عادلا الا ما يلبي شروطهم!! ولا نهاية للحرب الا بتحقيق اهدافهم!! ولا وحدة الا التي فرضوها على الجنوب وشعبه في حرب 94م!! ولا استقلالية للقرار الا اذا كان القرار بأيديهم!! ولا احزاب وكيانات الا احزابهم فتجدهم يشيعون ان لا بديل عن تدوير ثنائية حزبيّهم مؤتمر / اصلاح ويمططون الحجج لحصر ذلك فيهما. والحقيقة التي يريدون استغباء الناس بها ان ما يتحقق على الارص لن يحفظ ما تسميه نخبهم واحزابهم "سيادة اليمن ووحدة اراضيه" هذه الحقيقة يرونها تتوثق على الارض يوميا ومتاكدين منها ، ومن البديهي ان حقيقة كهذه لن تحفظ ثنائية حزبيّهم مؤتمر / اصلاح
فاذا كان الاصلاح "اخوان اليمن" بحركيتهم وذرائعيتهم واخطبوطيتهم وجهاز امنهم ومواردهم واستثماراتهم وتقيتهم السياسية وقدرتهم على النط استعصت على الكسر حتى الان يدرك ذلك.. فكيف بالمؤتمر الذي تكسرت قامته بعد عفاشه وتشظى الى اكثر من ستة مؤتمرات!!؟
البعض لايفرق بين دور الفرد الذي كان في المؤتمر -وهو حزب سلطة ليس عقائدي- وبين تماسك المؤتمر وقدرته على القيادة مثلما كان قبل الحرب وتحت قيادة عفاش الذي لا احد يجرؤ ان ينازعه مرجعيته بينما الحقيقة الان ان
"تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ "
يستيقن ذلك ال عفاش قبل غيرهم ولن يغامروا بمكاسبهم التي تحققت طيلة عقود في لعبة ستكلفهم الكثير منها قد توصلهم الى ضواحي صنعاء او لا توصلهم كما اوصلت محمد بن الحسين فارجعته خائبا مكلوما يردد:
ياجبل عيبان وارتل وحده
يانقم من فوق صنعاء المدينة
عيب حد يرتد من كسب جده
بعد ما قد شاف بيته بعينه
ستظل جماعات من تلك الاحزاب الآفلة تعيش على الامل اما الحقيقة فلن يراهن اي مؤتمري له وزنه لبعث ذلك الماضي الذي من المحال بعثه فالتخلص منه كان ضرورة للعبور للمستقبل الا من زاوية ان يوظّف البعض مؤتمريته في قامة اخرى من قامات المستقبل القادمة وهذه تجربة شائعة في الاحزاب العربية اذ تستقطب الاحزاب الصاعدة شخصيات من الاحزاب الآفلة
وقد استقطبها ووظفها المؤتمر الصاعد حينها من الاشتراكي الآفل وقتها وادار الجنوب بها بعد عام 1994!!
قد تفرض الضرورة تاهيل قامة مؤتمر بسقوف ومساحات اقل بكثير من سقفه ومساحاته حين كان حزب السلطة الوحيد لكن تلك التركة الحزبية للثنائية ستزاح ولابد ان تتكسر قامات مازلت تناور وتتهرب وتنحني من استحقاق الكسر لكن المستقبل يفرض ذلك بل ان صحة النسيج الاجتماعي والسياسي وتعافيه توجبه وكذا توجبه ضرورات الامن والاستقرار شمالا وجنوبا بل في الاقليم
ولن يرهن مستقبله من لديه قراءة سياسية مستقبلية لتلك الثنائية التي هي اصل المشكلة وعدم الاستقرار وليست جزء من الحل والاستقرار بل انهما من عوائق العبور للمستقبل
1يناير 2022م