في تريم الغناء.. في ضيافة بلفقيه!

2021-12-29 22:49

 

من يزور وادي حضرموت لا شك أنه يطمح ويطمع "مثل العبد لله" لزيارة مدينة تريم التي تشتهر بمساجدها ومراكزها العلمية وبمكانتها الروحية.

وخلال مشاركتنا في الندوة العلمية (منظومات الضبط الاجتماعي في حضرموت) التي نظمها مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر بالشراكة مع جامعة سيئون، علمنا في وقت متأخر من مساء ذلك اليوم عن تنظيم زيارة مسائية قصيرة وخاطفة بدعوة كريمة من شخصية إجتماعية وثقافية معروفة وبارزة في تريم ..

ما أن وصلنا  في الثامنة من مساء يوم السبت، حتى كان صاحب دعوتنا السيد الفاضل عبدالرحمن بن علي بلفقيه في استقبالنا في  (المكتبة الحضرمية) التي يمتلكها، وكما أوضح لنا فأن المكتبة الحضرمية متخصصة بكل الإصدارات التي تهتم بحضرموت، وتحتوي على أكثر من 3500 عنوان، في مختلف التخصصات والموضوعات التي تخص الشأن الحضرمي، وتعد قسماً من أقسام مركز تريم للدراسات والنشر الذي يرأسه ويهتم بنشر المؤلفات الحضرمية، وفكرة هذه المكتبة الحضرمية، كما قال،  قائمة بالدرجة الأولى على خدمة الباحثين، ممن يحضرون الماجستير أو الدكتوراه عن أي موضوع له صلة بحضرموت حيث سيجد مختلف المصادر والمراجع بين يديه بسعر مرتفع قليلاً، ومقابل ذلك تجنب المكتبة الباحث من مشقات السفر أو التنقل بين أكثر من مدينة أو محافظة للحصول على بغيته، فتقلل من تكاليف الحصول عليها ..

ولا شك أن الباحث في الشأن الحضرمي أو من يحضر الدراسات الجامعية (ماجستير أو دكتوراه) عن أي مجال يخص حضرموت لا غنى له عن زيارة هذه المكتبة الحضرمية الفريدة وسيجد ضالته في رفوفها التي جمع فيها صاحبها كل ما صدر عن حضرموت في مختلف مجالات المعرفة وبتعدد الاتجاهات والرؤى لمؤلفين حضارم أو غيرهم ممن كتب عن حضرموت من خارجها، وتوفر بذلك الكثير من الجهد والمال لوجود عشرات المؤلفات في الموضوع الواحد وربما أكثر من ذلك، وقد أحسن صاحبها بترتيبها حسب الموضوعات والتخصصات، مما يسهل على الزائر كثيراً في الوصول إلى المصادر والمراجع المطلوبة دون عناء وبثراء وتنوع قد لا يجده في غيرها من المكتبات العامة أو الخاصة.

وبعد هذه الوجبة الفكرية والمتعة الروحية بين أقسام ورفوف المكتبة التي وجدت فيها بعض مؤلفاتي معروضة في رفوفها ضمن آلاف المؤلفات، اصطحبنا السيد عبدالرحمن بلفقيه إلى قصره العامر الذي لا يبعد كثيراً عن المكتبة، وكان قد أعد لنا مأدبة عشاء دسمة وفاخرة فيها ما لذ وطاب من صنوف المأكولات والمشروبات والفاكهة والتي يصعب تعداد أشكالها وأسماءها، وتدل على كرم مضيفنا واحتفائه بنا بطريقة (حاتمية)، وقد تناول كل منا ما يتناسب مع ذوقه وشهيته وبالقدر الذي يريد، ثم تناولنا الشاي الحضرمي مع نقاش عام عن الأوضاع العامة والهبة الحضرمية بشكل خاص، وكاد الوقت يسرقنا ، بعد أن ثقلت البطون، فضلا عن الانهماك بالنقاش المفيد، ثم غادرنا منزله  في الحادية عشر مساءً  شاكرين له كرم ضيافته. 

 

#علي_صالح_الخلاقي