(25-12-1963) (25--12-2021
نصف قرن وثمان سنوات على وفاة المغفور له باذن الله تعالى الموسيقار فنان الاجيال محمد جمعة خان وكانت وفاته بتاريخ 25-ديسمبر 1963.
ميلاده في قرية قرن ماجد بدوعن في عام 1900 حيث كان والده يعمل في صفوف الجيش القعيطي على المدفعية وهو من اصول افغانية استقدمهم السلطان عوض بن عمر القعيطي لتقوية وتعزيز جيشه في اطار تكوينه لتثبيت نظامه ومحاربة اعداؤه وامه من اصل حضرمي اسمها فاطمة يسلم بهيان له اربعة اخوان من امهات مختلفة وهم احمد وعبدالله وعبد القادر وسعيد باستثناء البنات ويعتبر الفنان خان الكوكب الساري للفن الحضرمي ومبدع ومهندس الالحان بالاوانها المختلفة الطربي والشرحي واللون الهندي والعوادي وفاته كانت خسارة على المجتمع العربي عامة والحضرمي خاصة بكته كل عين في المكلا ونواحيها..شيع جثمانه الى مثواه الاخير بمقبرة يعقوب وقد تقدم الجنازة ممثلا عن الحكومة القعيطية وبعض رجالات الفكر والادب والصحفيين ورجال المال والاعمال ووجهاء المجتمع وجمع غفير من الجماهير ومحبي فنه.وفي اربعينيته رثاه اكثر الشعراء ومنهم الشاعر والفنان الكبير الابن البار لمحمد جمعة خان محمد سالم بن شامخ بقصيدة مشهورة يقول فيها
يوم الخميس الصبح تنكد خاطري
من بعد ماجانا الخبر
خذنا الندم عابوعلي والشوق
حن قلبي على صاحبي محروق
كل المكلا غدرت عابوعلي
وكل عين صبت له مطر
حزنت عليه البنقلة والسوق
حن قلبي على صاحبي محروق
والفنان بن شامخ تتلمذ على يد الفنان محمد خان من مغني كورس الى ضارب ايقاع الى فنان شامل. وقد كان بن شامخ مقرباً جدا من الفنان خان واحياناً يعطيه فرصة للغناء وخان عازفا للعود ليقربه من قلوب الجماهير وقد غنا بن شامخ بعزف محمد جمعة بعض الاغاني اللحجية التي اشتهرت بصوت الفنان الناشئ آنذاك محمد صالح حمدون مثل اغنية ،،سألت العين،، وياباهي الجبين..والى لما متى يبعد وهو مني قريب،،وقد عاش بن شامخ فترة في عباءة محمد جمعة خان وفي نهاية الستينات بدأ يستقل بحاله ليصنع لنفسه شخصية مستقله بذاتها شاعرا وملحنا ومطربا ومن الفنانين الذين تأثروا بالفنان خان وعاشوا في شخصيته الفنية الفنان الكويتي احمد سنان الذي تدرب على يد المرحوم عازف الكمان الاول في تخت خان سعيد عبداللاه الحبشي فقد احسن الحبشي تدريب سنان على اداء اغاني خان احسن تدريب فلسنان تسجيلات خاصة لاغاني خان اقترب منها موسيقى واداء باختلاف نغمة الصوت ويعتبر خان من اروع واقدر العازفون على العود ويمتاز عزفه بالتقنية العالية اذ يملك الريشة باليد اليسرى وسيطرته باليد اليمنى على الاوتار والتناسق المبهر بين اليدين بالعزف ليصل الى حالة الانتشاء والسلطنة
ويقول عنه المؤرخ المرحوم الاستاذ عبد الرحمن الملاحي. كان ظاهرة فنية حولت الاغنية من اطارها القديم الاطار الرتيب ذات النفس الايقاعي القصير فاعطاه ميزه خاصة مشرقة ،،
جات على انقاض مدارس ادبية وفنية مثل الفنان سلطان بن الشيخ علي توفى بالهند عام 1900 وكان وسيما جميل المحيا مشرق الوجه مورد الوجن والخد مات مسموما على يد احدى فاتنات ،،بومبي،، وقد عاش سلطان في مدرسة الشاعر والمؤرخ والقاضي والفنان عبدالله محمد باحسن (1861--1928) والذي بدوره قد اولى اهتمام كبير بالفنان،،سلطان بن الشيخ علي،، واهداه الكثير من القصائد الغنائية ليتفرد بغنائها بطريقة الانشاد الصوتي على فن الحضرات وتتخللها الايقاعات والسمسمية والكمان ومن الحان وكلمات الشاعر عبدالله باحسن التي غناها الفنان ،،سلطان،،
يشوقني برق من الحي لامع
لعل به تبدو الربى والمرابع
وحيث طرا عرف النسيم اذا سرى
تذكرت ماتحويه تلك المواضع
لاني على التذكار مازلت والعاً
ومازال قلبي نحو ليلى ينازع
الى آخر ابيات الاغنية
وقد كان الفنان سلطان يغنيها على آلة القنبوس ونرى ان الفنان خان قد طور هذا اللحن واعطاه نفساً واسعاً وايقاعاً يسمى بالعوادي فهو بحق مبعث ومطور ومجدد الاغنية بصورة عامة بكافة اشكالها والوانها وكثير ماكان الفنان خان مايستفتح سهراته الغنائية برائعة باحسن ،،عليك العمد،، والذي يقول فيها
عليك العمد يارب لاخاب من قصد
وحاشا يرد كل من قصد نحو بابك
لحالي ترى يارب يامالك الورى
ضعيف العرى عبدك وخائف عذابك
فكن بي لطيف يارب من كل مايخيف
نهار المقيف يوم الخلائق تهابك
مرامي مرام وافعالنا كلها ذمام
عسى ياسلام نحشر ونسعد حبابك
درجت المقال في كامل الحسن والجمال
لمفخره عال كالدر اذا قد زهى بك
بدأ منيتي وامسى يحدور بحافتي
نشا لوعتي فقلت من ذا سعى بك
ارانا نراك تخطر واعيننا تراك
فؤادي فداك ماتستحي من شبابك
لاني محب والقلب في عشقتك نشب
فقل لي رحب شاكون خادم ركابك
بريت العظام ولواحظك كلها سهام
لمه ياغلام تفعل بمن في طلابك
شفق ياشفيق واسلك بنا اوضح الطريق
لانك صديق هذا الذي هو عنابك
وختم الكلام بالمصطفى سيد الانام
رفيع المقام اذكره ان حال نا بك
،،،،،،،،،،
وقد غنى الفنان خان لكثير من الشعراء على مر العصور ابتداءاً بالعصر الجاهلي ومروراً بالعصر الاموي والعباسي والعصور الحديثة فقد غنى لعنترة بن شداد وعمر بن ابي ربيعة وعمر بن الفارض والشريف الرضي وليزيد بن معاوية ولاحمد شوقي وابن زيدون وللعيدروس وباحسن وحداد بن حسن وللبهاء الدين زهير ولعبدالله الخثمعي ولابو العتاهية وسعيد مرجان ويسلم باحكم وعبد الرحمن باعمر وعوض بن السبيتي وتطول القائمة بذكر اسماءهم وآخرهم سيد الشعراء والملحنين حسين ابوبكر المحضار ودائما ماكان يختتم سهراته برائعة الشاعر عبد الرحيم البرعي ًًيامن تحل،، والذي يقول فيها
يامن تحل بذكره عقد النوائب والشدائد
يامن اليه المشتكى واليه امر الخلق عائد
ياحي ياقيوم يامن قد تنزه عن مضاد
انت الرقيب على العباد وانت في الملكوت واحد
انت المنزه يابديع الخلق عن ولد ووالد
انت المعز لمن اطاعك والمذل لكل جاحد
اني دعوتك والهموم جيوشها قلبي تطارد
فرج بحولك كربتي يامن له حسن العوايد
فخفي لطفك نستعين به على الزمن المعاند
انت الميسر والمسهل والمسبب والمساعد
فرج لنا فرجاً قريب ياالاهي لاتباعد
كن راحمي فلقد يئست من الاقارب والاباعد
ثم الصلاة على النبي وآله الغرر الاماجد
،،،،،،،،،،،،،،
ولمحمد جمعة الكثير من الاغاني معقدة الالحان والتي يصعب اتقان غنائها اغلب الفنانين المحدثين مثل القصائد المنسوبه ليزيد بن معاوية..كجاءت تجر ذيول التيه والعجب هيفاء مياسة الاعطاف كالقضب،، وجاءت مبرقعة فقلت لها اسفري ام وجهك القمر المنير الازهر.. ورائعة عنترة بن شداد مهفهة بالسحر من لحظاتها..اذاكلمت ميتاً يقوم من اللحد..
وسمحت بارسال الدموع والذي يقول فيها الشاعر
سمحت بارسال الدموع محاجري
لما تزايد بالتجني هاجري
يامالكاً مهج الورى بدلاله
وبحسنه ناه علي وآمر
جد بالوصال فانني باق على
حفظ العهود ولم اكن بالغادر
القلب ذاب من التجني والقلى
والدمع باح بماتكنه سرائر
عجبا لظبي صادني بلحاظه
فوقعت في شرك الغزال النافر
ناديته ياساكنا في مهجتي
هلا ترق لمستهام ساهر
فأجابني متبسما بمراشف
من حسنها قد رصعت بجواهر
مت بالغرام بحبنا يامدعي
نحيا ونحظى بالجمال الباهر
،،،،،،،،،،،،،،،،
توفى الله يرحمه بتاريخ 25--12-1963
وخلف بعده ولدين وثلاث بنات
مع تحيات
محمد عمر معدان
الاثنين 20--12-2021