عندما احرق بو عزيزي نفسه اشتعلت تونس ثارا له لاصلاح وضع خطا لم تصلحه ديمقراطية الحزب الواحد وما ثارت ليتمكن منها التمكين الاخوانجي فالديمقراطية وضعت ضوابط لمنع الفاشية والنازية اللتين استخدمتا الخطاب العنصري وليس الديني لحشد انصارهما واستخدمتا آليات الديمقراطية فجففتها واوصلتا العالم الى حرب كونية فمنعتهما الديمقراطية خطابا واحزابا وهذا المنع لصالح الديمقراطية التي من صميمها حماية التنوع الحزبي والتوانسة لم ينقلبوا على الديمقراطية التي لا تتوفر شروطها في تجربتهم فقد ظل الحزب الواحد ينسجها بما يتواءم مع مصالحه فورثها التمكين الاخواني لانه كان الاكثر تنظيما وقوة ومالا واعلاما من بقية الاحزاب المدنية التي جففها الحزب الواحد ولم تتكيء كالاخوان على خدع الناس بالله فينخدعوا لهم.
التوانسة انقلبوا على التمكين الاخواني الذي يستغل اليات الديمقراطية لتجفيف تنوعها ويؤسس لتجربة باسم الديمقراطية اكثر شمولية وقمعا من تجربة ديمقراطية الحزب الواحد فتجربة الحزب الواحد لا تعتقد الصلاح في حزبها بل في افراد منه في المجال السياسي او العسكري او الامني وتترك هوامش واسعة تتمثل فيها بقية التيارات في مجالات الدولة المتنوعة عكس تمكين الاخوان التي تعتقد ان الصلاح ليس في افراد منها بل الصلاح والاصلاح في تنظيمها كله ونقله ليتمكن من ادارة الدولة والمجتمع ويفكر ويعمل نيابة عن المجتمع ويقود كل مستويات السياسية والعسكرية والامنية والقضائية ومنظمات العمل المدني والاغاثي وحتى التواصل الاجتماعي ...الخ فمهمتهم ليس الحكم فقط بل اعادة تاهيل المجتمع اخوانيا فحتى عامل النظافة لو كان اخوانيا فهو الموثوق به الوحيد بقيادة عمال النظافة دون سواه!!!وهذا هو مصير اي شعب يصدّق شعارات الاخوان فتمكينهم عمليا : ابقوا على الهامش حتى نعيد تاهيلكم...متى !! ؟..العلم عند المرشد!!!
هذا ما استشعره التوانسة فخرجوا يقولون : لا، يكفي مهزلة لن نسلم رقابنا لتمكين التيار الواحد بدلا من سلطة الحزب الواحد فكلاهما طينة واحد من الاستبداد الذي جعل بو عزيزي ينتحر احتراقا على ظلم وهيمنة الحزب الواحد
ستضطرب الميديا الاخوانية من نواكشوط الى اليمن مرورا بتركيا وقطر وحتى في الدول الغربية التي اسسوا فيها لوبيات اخوانية تدين هذا الاعتداء على الديمقراطية في تونس وهذه عادة الاخوان فعندما يكون الرئيس دمية بيدهم كحال المرزوقي في تونس ومنصور في اليمن فانه الرئيس الشرعي الذي لا يجب الخروج على شرعيته واذا ما انحاز لمصالح شعبه كالسيسي في مصر وقيس سعيد في تونس فانه انقلب على الدستور والحرية وصار خصما على الجميع ان يثوروا عليه وعلى الشعب ان ينزل للشارع ليكون مطية للتمكين الاخواني مرة اخرى اما الاحتجاجات السلمية عليهم فهي مؤامرة ضد الشرعية يجب قمعها وتجنيد مليشياتهم باستخدام الذخيرة الحية كحالهم في اليمن وبالذات في شبوة حيث يؤسسون تمكينهم باسم شرعية منصور
التوانسة اعطوا التمكين فرصة لم تُعطَ لهم في اي بلد اخر ووفروا لهم الدورات الانتخابية لكن الشعوب تحتاج برامج قابلة للتطبيق على أرض الواقع ، وليس شعارات ومظلوميات وبكائيات وفساد وتنمية الوهم والجهاد في فضاء الميديا...الخ لذلك ليس بغريب أن تثور الشعوب وتنتفض عليهم فالحكم بالشعارات الشعبوية ملّته الشعوب وثبت لها ان الاخوان لا يمتلكون رؤية نهضوية وتجربة تونس قدمت الدليل الذي اعطى للاخوان فرصة فاثبتوا فشلهم وانهم ليسوا مشروع دولة بل مشروع بكائيات ومظلوميات وفساد لصالح تنظيمهم
27يوليو2021م