العلاقات السعودية الإماراتية علاقة استراتيجية ومصيرية منذ عقود، لحاجة بعضهما لبعض. هذه حقيقة لا يجادل بها احد،ولكن بالمقابل هناك شواهد بالآونة الاخيرة تشير بوضوح الى ان هذه العلاقة قد اعتراها شيء من الفتور والتوتر الى درجة التلاسن العلني الذي لم يسبق له مثيل بتاريخ هذه العلاقة برغم ان هذا التوتر لم يبلغ مرحلة الازمة بعد، وربما لن يتصاعد الى درجة القطيعة التي بلغتها الازمة الخليجية الاخيرة مع قطر، إلا ان المؤكد ان شيئا من تصادم المصالح بين البلدين سواء بشان مصالحهما من الحرب باليمن او بشان المصالح الاقتصادية والنفطية او فيما يخص المواقف السياسية المتضاربة بينهما تجاه قضايا المنطقة والخليج وشعور الامارات بالخذلان السعودي بكثير من المواقف،مثل مضي الرياض بالمصالحة مع قطر رغما عن التمنع الاماراتي والرفض لهكذا تصالح مجاني يوهب لقطر،وكذا تراجع السعودية بشان التطبيع مع اسرائيل بعد ان دفعت بالامارات والبحرين الى ذلك ووضعتهما امام شعبيهما والشعوب العرب في زاوية الخيانة لقضية العرب الاولى "فلسطين،فكل هذه التباينات وتضارب المواقف وغيرها وغيرها بين الجانبين قد اضرت بهذه العلاقة ووضعتها على المحك ان لم نقل في خطر،خصوصا إذا ما دست امريكا انفها بالامر كما هو دابها تجاه كل خلافات العرب بمن فيهم.حلفائها الخليحيين.
ما يهمنا بالأمر في الجنوب هو تسليط الضوء على طريقة تعاملنا السلبية بهذا الشأن وضرورة الاستفادة من هذه التحالفات والاختلافات- كما تفعل القوى في الشمال التي تستثمر ببراعة كل خضة سياسية بالخليج وبالمنطقة برمتها-، فكل مواقفنا من هذ التطورات كانت سلبية بامتياز، فقد جعلنا من انفسنا خصما لطرف، وملكيا اكثر من الملك ذاته، دون الاستفادة منها لنصرة قضية الجنوب سياسيا، او لانتشال الاوضاع المزرية خدميا واقتصاديا واجتماعيا في عموم المحافظات.
فقد مرت الازمة الخليجية القطرية مرور الكرام من امامنا وتصالح الخصوم وتركونا نبتلع خيبة مواقفنا الطافحة بالحماسة والنزق المجاني. ونخشى ان تظهر غدا الى السطح ملامح تباينات سعودية اماراتية حادة كما اسلفنا قبل قليل، ونكرر ذات المواقف المندفعة، ونحصد بالتالي حصرم الخيبة كالعادة.
*صلاح السقلدي