عندما زرت (المكلا) لأول مرة في إبريل 2006م أدهشني اتساعها وتناسقها الأنيق.
همست إلى نفسي يومها: يا إلهي، هذه المدينة مدهشة، لكنها تنام باكراً!
مرات كثيرة تجولت بعد الحادية عشرة مساءً، وشعرت كم هو مُحزن وغير إنساني أن مدينة مثل"المكلا" يسهر الليل فيها وحيداً دونما صخب أو بعض موسيقى تأتِي ولو من كافتيريا محشورة في زاوية ما من زوايا كورنيش "المحضار" الواسع، أو من ساحة العروض مثلاً!!
المدن الساحلية إن لم تكن فُستان سهرة فلا فرق بين إيقاع الحياة فيها، وصحراء الربع الخالي!
المكلا مدينة باستطاعتها أن تصير مهرجاناً فرائحياً طيلة العام.
هي مدينة مُرتبة وناسها طيبون، وفي يوليو من كل عام تشهد أهم مهرجاناتها بصحبة مياه البحر، هو "مهرجان البلدة" .
في أيام المهرجان تحضر الأغنية في الهواء الطلق ويتحول الليل إلى مساحة للوداعة، والصبح مساحة دافئة للاغتسال من عديد أمراض وللخلاص أيضاًمن نُعاس المدينة التي تنام لياليها باكراً بقية أيام السنة.
الحُب والصيادون هُم أول من سكنوا"المكلا" قادمين من المناطق والبلاد القريبة منها. وعُرفت قديماً باسم(بندر يعقوب)وازدهرت المكلا في القرنين السابع والثامن عشر.
ذاك الإزدهار أعطى المدينة الطابع المعماري الشرق آسيوي والعربي القديم معاً.
وللإنسان الحضرمي مزاج خاص ومنفرد .. كما أن له قلب بجناحين وجوازسفر.. وله أيضاً أرث "مدني" من الصعوبة بمكان سحبه إلى " طاسة الَبرَعْ " .