لو كنتُ بمكان المجلس الانتقالي الجنوبي لرميت بورقة الطلاق السياسي بوجه هذه المسماة جزافا بالشرعية وحكومتها، وعدت ادراجي الى صفوف الناس والانتصار لهم/وبهم في كل الساحات والباحات والاروقة والهضاب والوهاد بالداخل والخارج وبشتى الوسائل الممكنة حتى وان عمدنا الى شامخات الجبال ثانية وامتشاق فيها البندقية،بعد ان سدت هذه المسماة بالشرعية بوجوهنا كل الدروب، واوصد معها هذا الغول المسخ المسمى بالتحالف امامنا كل سبل التوافق والحوار و محاولات تلمس وسائل الحلول السلمية،وبتروا كل يد امتد لهم لصنع سلم وسلام،أحالوه الى سراب بقيعة بعد أن فشلوا بتحويله من سلام الى استسلام .
... فلم تعد هذه العلاقة "الشراكة السياسية" غير مضاجعة وسفاح سياسيتين فاضحتين ،و عبء ثقيل ينوء به ظهر الجنوب بكل اطيافه وشرائحه وليس فقط الانتقالي، وجب التخلص من هذه الشراكة ومن هذه العلاقة بعد ان تحللت منها هذه القوى تحللا عمليا من طرف واحد وطفقت تمارس افجر انواع الخصومة وتعمد الى اساليب شمشونية -القتل المباشر والبطيء دون تمييز- ،وبعد ان جعلت هذه العلاقة الاننتقالي جسر مرور لهؤلاء " الحلفاء الاعداء " يمررون من فوقه اطماعهم واهدافهم اللئيمة ،وبالتالي فإبقاء هكذا علاقة مع هؤلاء المخادعين بعد كل هذه الطعنات ليس سوى مشاركة فجة بالظلم والقتل والتأآمر. فماذا سبخسر الجنوب من الخروج من عباءة هذه الشراكة غير البؤس والضياع والمذلة؟. فلا لوم ولا عتب إلا على من قطع حبل الود ومزق عروة الوفاق، وليس على من سعى لها وبذل ما بوسعه للحفاظ عليها.
... فلا انتصار سياسي ولا عسكري الا بعد الانتصار على النفس وعلى رغباتها وانانيتها،ولا تحرير إلا بعد تحرير القلوب من قوالبها وخوفها والعقول من عقالها. فمما تتهيبون يا هؤلاء ان لم يكن لكم غاية سوى الانتصار لقضيتكم؟ أما ان كان لكم غايات ذاتية وشخصية فهذا فراق بيننا وبينكم الى يوم الدين... فالجنوب اليوم ليس جنوب عام٩٤م الضعيف المنكسر، ولا الطرف الآخر عام ٩٤م هو الطرف القوى المنتصر. فقد تبدلت احوال وتغيرت أحوال..
فلا تتوسلوا الصدقات من ابواب اللصوص، ولا تصغروا اكتافكم على عتبات الملوك والامراء وتذلوا معكم اشرف شعوب الارض واعزها.
ولله عاقبة الأمور.
*صلاح السقلدي