سيادة الحمار المحترم!

2020-12-21 17:40

 

في يومٍ من الأيام عثر الحمار على جلد أسد فارتداه، وكان يخيف جميع الحيوانات التي يلقاها، لكن حيلته لم تنطلي على الثعلب! فبمجرد سماع صوته قال: إن أردت إخافتي فقد كان عليك إخفاء نهيقك أيضاً.

 

لم يتعلم الميسري هذا الدرس! فارتدى ثوباً أكبر من مقاسه! ولا مشكلة، لكن الكارثة أنه صدق تلك الكذبة التي صنعها بنفسه!

 

ألبسوه ثياب الأسد! فاندفع بغباء! وكلما أراد أن يزمجر! كان يثير الضحكات بسبب نهيقه المتكرر! وما أن حاول أن يضرب بيده ليبرز مخالبه! كانت حوافره تفضحه! وتثير السخرية!

 

تاريخه الحافل بالتناقضات لا يؤهله ليؤدي هذا الدور! المزايدة كانت نهجه: كان وحدوياً أكثر من عفاش! وانفصالياً أكثر من البيض! ومقاوماً أكثر من عيدروس، واتحادياً اكثر من هادي!

 

وجد الشمال فيه ضالتهم المنشودة! فقلما تجد مَن يمتلك تلك الوقاحة في تغيير مواقفه! فاستخدموه مرتزقاً لمعاداة أهله، فخدمهم بإخلاص، ومع ذلك فشل فشلاً ذريعاً، فتم رميه على قارعة الطريق.

 

اليوم لم يتبقَ له سوى بعض الصرخات بجروبات الطبخ على الواتساب! وبعض آكلي السحت الجاثمين حول مائدته طمعاً بما تبقى من الفتات! فتات لن يطول، وما أن ينعدم! سيشهرون سكاكينهم ويقطعون أوصاله لإشباع بطونهم.

 

كان واضحاً طموحه منذ البداية، لكنه اختار الوسيلة الخطأ للوصول إلى غايته! وهاهو اليوم بعد معاداته للجنوب! يتخبط بمهاجمة "هادي" الذي رفع شأنه! وفتح له أبواباً لم يكن يحلم بالدخول منها.

 

نهايته باتت وشيكة!

وقراراته المندفعة ستقوده إلى حتفه لا محالة!

وماهي إلا مسألة وقت حتى ينفض الرعاع وجوقة المطبلين من حوله، ليجد نفسه في وسط النار التي طالما تفنن في إشعالها في الجنوب!

 

نهاية مؤسفة لحمار ظن نفسه أسداً!

فلا هو عاش كحمار وكفى الناس نهيقه!

ولا كان أسداً صاحب قرار ورئاسة!

 

#ياسر_علي