ما خلت تجربة عفاش من مطبلين لكن الحرب والقضية الجنوبية كشفت التهريج وافرزت مطبلين ومهرجين يعلمون قُبح تطبيلهم وتهافته ومع ذلك يصرون اصرارا منقطع النظير بمواصلة التطبيل والتهريج وانه الحق المبين والحجة الدامغة
ومع علمهم انه لا يحترم المطبلين كُل من يحترم نفسه مهما كان من يطبلون له ويمجدونه ولايضير من ناله تطبيلهم باذى بل انه تكريما له واثباتا انه يسير على الطريق الصحيح فانهم يتمادون في تسويق قبح بضاعتهم
فالمُطبّل شخص مهزوز ضعيف الشخصية لا يخجل من الدنية ولا مكان للخجل منها في ضميره ، شخص بلا عقل ولا ارادة او انه تنازل عن عقله وارادته بثمن بخس وارتضى لنفسه أن يكون سلعة تُباع وتُشتَرى او ذيلاً لغيره وإمّعة له وفي كلا الحالين فهو مطبّل بثمنه ، إن أصاب من يطبّل له أصاب المطّبل عن غير استحقاق وجدارة، وإن أخطأ من يطبّل له أخطأ عن غباء ومذلة
الحرب والقضية الجنوبية افرزت مطبلين ، فعُرِف مطبلون طبلوا لمحافظين ووزراء ولتجار فساد ومطبلين ضد القضية الجنوبية وضد مشروع استقلاله في محاولة مستميتة لاعادة الجنوب العربي الى اليمننة.
لاعذر لهم حتى يُقال ان محاربتهم للقضية الوطنية الجنوبية بانهم يجهلونها او لم يسمعوا بها ولايعرفون تفاصيلها بل كانوا من دعاتها ومن المدافعين عنها فارتدوا عنها ولم يكتفوا بالارتداد بل صاروا مطبلين ضدها واشد عداوة لها من كل ابواق اليمننة
ورغم كثافة التطبيل الذي افلس فوصل الى بعث المناطقيات ومحاولة اشعال مناكفاتها كآخر سهم يرميه المطبلون ، فوعي الناس لم يعد بالسذاجة والحسية التي تُستثَار بالسهولة التي يظنونها فيستطيعون السيطره عليه لتحقيق اجندتهم بل صار اكثر فهما وعمقا واحتقارا لهم واكثر معرفة بتصنيف الشخوص التي يمجدها المطبلون وخطرها على قضيته وعيا صقلته التجارب فصار اكثر انتماء للقضية الوطنية الجنوبية التي يستهدف التطبيل تصغيرها او تحطيمها في الوعي المجتمعي الجنوبي ولم تعد بضاعتهم تقنع احد الا الفئات التي جندتهم للمهمة القذرة ووظفت المطبلين لترويجها يسعون لغرس تلك الاجندة المعادية للجنوب في وعي الناس وكل يوم يستشعر المطبلون عقم تطبيلهم وخيبة سعيهم
فالحق ينتصر وينخذل الباطل مطبليه مهما علا ضجيجهم وفي التاريخ عِبر لو يتفكرون
26نوفمبر 2020م