السلام المهزوز

2020-11-17 06:47

 

هناك فرق بين السلام والاستسلام.

وهناك فرق بين الضحية والجلاد.

ومن المعيب أن تصدر دعوات تلوك مفردة "السلام" بدون وعي وبكثير من التضليل أحياناً.

 

دعوات: إيقاف الحرب بشكلها الحالي "حقٌ يراد به باطل"

كيف ذلك؟!

بفهم هذه الأمور: الأطراف - التوقيت - والهدف - والنتيجة:

  • الأطراف: يجب أن يُعطى توصيف واضح لمفهوم "المُعتدِي و المُعتدَى عليه" وبفهمنا الصحيح يتضح جلياً أن قواتنا الجنوبية في شقرة "مُعتدَى عليها" وهي تقف دفاعاً عن ملايين من المدنيين في عدن. بينما الطرف الآخر يحشد مليشيات الإرهاب والقوات الهاربة من الشمال لتدمير ماتبقى من الجنوب! وعدن على وجه الخصوص.

 

  • التوقيت: بعد تشديد الخناق سياسياً وحشر الشرعية في زاوية تنفيذ اتفاق الرياض الذي ينص على مغادرة قوات الشرعية لأبين وشبوة وحضرموت وعودتها من حيث أتت "مأرب".

 

  • الهدف: ظهرت هذه الأصوات لتمييع بند انسحاب المليشيات من أبين وشبوة! .وهم بهكذا يتنصلون عن هذا الشرط الأساسي لإيقاف الحرب، فالمُطالَب بالسلام هنا: هو مَن ترك أرضه وتوجه بسلاحه للجنوب ليعود من حيث أتى، لا من يقف على أرضه دفاعاً.

 

  • النتيجة: مَن يدعو للسلام اليوم يقع في فخ التضليل! فالقضية واضحة المعالم، معتدٍ يجب عليه أن ينسحب لأراضيه ليقاتل الحوثي، وهنا فقط يتحقق السلام! وماعدى ذلك فإن النتيجة لن ترضي شعب الجنوب بل ستصب في صالح الإرهاب حتماً.

 

إن البحث عن حلول الترقيع في مصير الشعوب لا ينهي المشكلة بل يؤجل دائرة الدم ويعيدها في فترات لاحقة، وهو أسوأ النهايات كونه يعتبر بداية دائمة لمزيد من الصراعات المتجددة.

 

الجنوب وقواته اليوم ثابتة على انتزاع حلول دائمة تضمن استقراراً للأجيال وانتهاءً لمرحلة الحروب والدماء، وانسحاب مليشيات الشرعية الإرهابية أمر لا مفر منه وقرار لا رجعة فيه، واتخاذ المسلك السياسي هو أحد أدوات السلام تجنباً لإراقة المزيد من الدماء.

 

هذه الدعوات يجب أن توجّه للأطراف المعتدية، ومن الخطورة بمكان وضع "الجنوب والانتقالي" في نفس الكفة هذا أمر غير مقبول ومرفوض البتة.

فشتان:

بين من يدافع عن أرضه

وبين من يترك بيته ليغزو ويدمر بلداً آخر.

 

ولتتضح الصورة واضحة لدعاة السلام المهزوز نحيلهم لتصريحات وزير دفاع الشرعية ومسؤولي الشمال الذين يعلنون صراحة:

أنهم لم ولن يدخلوا صنعاء بحرب عسكرية حفاظاً على المدنيين! بينما يحرصون مع جنوبي الشرعية على دخول عدن بحدهم وحديدهم وجيش أوله في مأرب وآخره في شقرة لقتل المدنيين وتدمير كل شيء جميل في عدن.

 

معادلة السلام واضحة:

الجنوب جنوب والشمال شمال.

وما عدى ذلك فإن الجميع يدور في دائرة مفرغة بهدف إطالة الصراع لا أكثر.

 

#ياسر_علي