بعد إطلاعي وقراءتي لبرقية محافظ تعز نبيل شمسان الصادرة يوم 10/ 8 /2020م والمرفق لكم صورتها والتي تخص توجيهاته بتشكيل لجنة للقبض على المطلوبين أمنيا - حسب ما ذكرت المذكرة -تذكرت مسرحية " شاهد ماشفش حاجة"، فالبرقية على أقل تقديرهروب من مواجهة عصابات غزوان وغدر، ورمي المسؤولية على جهات أخرى وتميع للقضية بطرق ملتوية وغير مسؤلة، وعلى الرغم بأننا شاهدنا قبل يومين عمليات عسكرية ضد مدير أمن جبل حبشي توفيق الوقار ،وقد شاركت بهذه العملية كل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة من الدبابة حتى المدفع والرشاش ،وكانت كلها بدون أي توجيه رسمي من المحافظ شمسان ،باعتباره رئيس اللجنة الأمنية،وعلى الرغم أن مشكلة الوقار لم تصل إلى ما ارتكبته عصابة غزوان وغدر وغيرهم،فلم يعط الوقار فرصة للمحاكمة أوطلبه من الجهات التي يتبعها بصفة قانونية ،ولم يصدر أي توضيح رسمي من الجهات المختصة ،يوضح الجرم الذي أرتكبه،إلا أننا نلاحظ الكيل بمكيالين ضد الأفراد والجهات حسب مكان ميلادهم،وبعنصرية مناطقية.
فالمذكرة برمتها وبضعف صياغتها القانونية واللغوية غير واضحة وتتكون من 8 بنود تناقض بعضها ، وقد كان أوضح بند فيها هو البند الثامن الخاص بصرف 20 مليون ريالا لتمويل الحملة وأهم الملاحظات على برقية المحافظ ما يلي :
1- البرقية من المحافظ بتشكيل لجنة للقبض على المطلوبين أمنيا برئاسة وكيل المحافظة لشؤون الدفاع والأمن،بالرغم أن المحافظ هو رئيس اللجنة الأمنية ولذلك نفهم من هذا أن المحافظ يهدف من ذلك إلى اخلاء مسؤوليته ،والرمي بالمشكلة على وكيل المحافظة واضاف إلى اللجنة أعضاء بقية اللجنة الامنية،ولم يستثني إلا نفسه.
2- نلاحظ أن البرقية في البند الثالث لم تحدد منهم المطلوبين أمنيا بكل وضوح وتركت تحديدهم لادارة الأمن بالرفع بهم بكشوفات معززة بقرار قبص قهري من النيابة العامة ،وهذا بحد ذاته مستحيل أن يتم ،ما دام ومدير عام الشرطة والنيابة العامة عاجزين عن إصدار أي قرار ،لعدم توفر أي حماية لهم ،ةلما لهذه العصابات من أسلحة وأفراد تفوق قدراتهم وامكانياتهم إدارة الأمن والنيابة العامة،ونتذكر ماقاله المرة السابقة مدير عام الشرطة "بأن غزوان يوجد في مناطق متاخمة لمناطق الحوثين ،ومهاجمته سيفجر حربا مع الحوثين"
3- في البند الخامس تضمنت البرقية مخاطبة قادة الألوية التي يتبعها الأفراد المطلوبين أمنيا لتسليمهم ،بشكل هزلي يتناقض مع ما بدأ به بالبنود السابقة.
4- في ختام المذكرة تضمنت توجيهات المحافظ بتمويل الحملة بعشرين مليون ريال ويتضح لكل صاحب عقل بأن البرقية لاتحوي شيئا واضحا ومحددا بالاسم للاشخاص واسماء عصاباتهم وباعتبارهم خارجين عن القانون ،ويطبق عليهم القانون العسكري وجرائم حرابة ضد المجتمع ،وكل ما فيها يحتاج لتفسير وتأويل وله ألف معنى ،والغرض من هذه البرقية هو التغطية على المجرمين و ذر الرماد على العيون واقناع الرأي العام الثائر والمتذمر من انتشار العصابات في تعز ، وتهدئة الغاضبين على سلطة الأمر الواقع في تعز ،وقد صيغت هذه البرقية على استحياء من ذكر المجرمين لاعتبارات داخلية تخص من هم خلف العصابات الخارجة عن القانون في تعز والتي أرقت المجتمع وعبثت بأمن واستقرار المحافظة،فقتلت ونهبت وسرقت وارتكبت كل الجرائم ،لكن لو كان الموضوع يتعلق بالتهريب وعصابات التهريب المدعومة من قيادة المحافظة، ويخل بما يورد للاجياب من أموال،فسيكون الأمر أخر، سنرى الدبابات والمدافع تنصب وتخرج الجيوش للضرب بيد من حديد.
ختاما برقية نبيل شمسان تشبه مسرحية "شاهد ما شفش حاجة،"وهي للضحك على ذقون الناس واستغفالهم وسنرى تكرار المسرحيات السابقة في القبض على عصابات الاجرام بتعز ،والادعاء بقطع رواتبهم،ومطاردتهم ،وسنرى عبث العصابات يتمادى إلى أقصى حد ،بل ربما تفسر هذه البرقية بأنها تعني القبض على الناشطين والمفسبكين والصحفيين ،فيتم مضايقتهم والقبض عليهم بغطاء هذه البرقية...والدهر فقيه.
*- مكرم العزب