الترف في الاطراف

2020-08-02 14:41

 

✅كتب الاخ عبدربه هشلة حول "اعراسنا واطلاق النار " تناول هذه الظاهرة باسهاب وناقش اثارها ومظارها وناشد ذوي الراي ان يضعوا الحلول لها.

 

✅ان هذه الظاهرة مرتبطة بظاهرة يمكن تسميتها "الترف في الاطراف " فتاريخيا لا تكون الارياف بل المدن مركز الثروات وللمدينة نمطها السلوكي ومنها شكل افراحها والتعبير عن هذا الفرح والانماط المجتمعية لها وكان صاحب المدينة يستثمر الثروة في مجالات نافعة ولا يستثمرها في استحداث انماط بذخ او استثمرها في بذخ فان  سعة المدينة تستوعبه ولايصبح نموذجا للتنافس فيها الا بين الفئات التي في ذات المستوى فلا يتكلف فقير او متوسط الحال في المدينة مايقوم به غنيها

 

✅مع ان المدينة "تريفت" بسبب انتقال انماط الريف اليها بسبب الهجرة من الريف الى المدينة لكن سعتها ووجود الريف فيها بشكل عائلات منفصلة عن سياقها الريفي يجعل اثار وسلبيات الترييف فيها اقل

 

✅ماحصل خلال العقود الماضية جراء الطفرات النفطية في الجوار ان الاستفادة  من اموال وثروات الهجرة الى تلك البلدان لم تصل للمدن فتستثمرها المدينة في هياكلها بل  انتقلت للاطراف للقرى والبوادي حيث كان اغلب ان لم يكن كل من استفادوا منها من الريف وعقل استثمار الثروة والفرص فيها ليس بسعة عقل وفرص ساكن المدينة ففرص الاستثمار في الارياف ليست ثرية فانتقلت الثروة للاستثمار باستحداث انماط من البذخ في الزواج والاسراف في المهور وتكاليف الذهب والملابس والحلي والافراح والضيافات والاحكام القبلية المبالغ فيها وشراء السيارات والتطاول في المباني وغيرها من الانماط غير المالوفة في الريف  فترتب  على ذلك اضرار اجتماعية ومادية منها الاسراف في اطلاق النار في المناسبات وهذا السلوك قديم لكنهم كانوا ينظمونه للتدريب فيضعون اهداف للرماية ويتبارى الشباب فيها اما الان فهو اطلاق نار عشوائي يقاس بكم اطلاق النار من فوهة البندقية في الهواء ويسبب جرائم جنائية جراء اصابات الرصاص الراجع عدا ضرر التبذير المالي ومن الاضرار تآكل الاقتصاد الريفي الذي يقوم على الرعي وتربية الماشية والارتباط بالارض والفلاحة فهذه مجالات هجرها الريفي الذي حسنت الغربة وضعه المالي وترتب عليه منافسة ممن هم اقل مالا منه  

وابلغ الاضرار على المجتمع هو ان الغني يكلف الفقير مالايقدر عليه فيضطر للاستدانة ليماري جاره الغني فالعقلية الريفية تقوم على المماراة والمنافسة خاصة لوجود العائلة الممتدة اولاد العم الفخيذة القبيلة وكلهم من حيث النسب متقاربون بينما ارزاقهم فيها سعة للبعض وضيق على البعض ما يسبب ضغائن في المجتمع قد لاتكون منظورة لكنها تتقد في بعض النفوس حسدا

 

✅ان المعالجات تكون بان يتوافق كبار المجتمع وبالذات الاثرياء وذوي الوجاهات في مسائل كثيرة ضارة مجتمعيا واقتصاديا منها المهور وتكاليف حفلات الزواج والهدايا وغيرها من الانماط التي صارت مجالا للمغالاة بحيث يراعون السواد الاعم الاقل منهم مالا

 

✅كنا مرة عند تاجر من حضرموت يعد لزواج ابنته فقال : ان وجبة الغداء ستكون سمك ولما راى استغرابنا قال: اقدر ان اذبح مائة راس غنم او بقر لكن بعد اسبوع سيدوعوني جاري وسيجد انه لم يقم بواحبي بوجبة السمك التي يستطيعها ..هل اكلفه مالا يقدر عليه او افرض عليه ان لايدعوني لعدم قدرته؟

هذا هو النموذج

✅يبدا الكبار بانفسهم ويكونون قدوة  فالمترفون هم اصل صلاح او فساد اي مجتمع

 

صالح علي الدويل

2اغسطس2020م\