خلافك مع المجلس الانتقالي الجنوبي لا يعني ولا يبرر أن ترتمي بحضن القوى التي سامت الجنوب ظلما وخسفا طيلة ربع قرن، فمنصة الانتقالي وموقعه لنصرة الجنوب ليس هي الوحيدة بالساحة ولا هو كيان حكري على القضية الجنوبية إن أردت فعلا الانتصار لهذه القضية بل ثمة كيانات وفعاليات ومنصات متاحة بالساحة ستتمكن من خلالها أن تقوم بدورك وتدلي بدلوك ويُــسمع صوتك بكل الأرجاء، أو حتى من خلال صوتك مستقلا، بل ويمكنك كذلك أن تفضح تقصير وتخاذل الانتقالي الذي تراه، وتأتي بالدليل، وبالبديل عن ذلك قولا وعملا. أما إن كنت تبحث فقط عن ذريعة للذهاب الى ضفة النغنغة ورغيد العيش وتريد الزحلقة الى هناك غير أنك تشعر بشيء من الإحراج فما أسهل وأقصر الطُـرق للوصول الى هناك، سواء كانت ذريعة خلافك مع الانتقالي أو حتى خلافك مع مفسبك طائش ، فكل الذرائع تؤدي الى هناك، وما أيسر أن تؤدي ولاء الطاعة وضريبة نيل ثقة قلوب وجيوب تلك الجهات الدسمية بشتم المجلس الانتقالي والشرشحة به طريق طريق، كما كان يحصل منذ انطلاق الحراك الجنوبي وحتى عام2015 م حين كان شتمُ الحراك الجنوبي ورموزه هي فيزا للدخول والالتحاق الى جنة السلطة والفوز بجزيل عطاياها ونيل رضاء ولي النعمة والنعيم .ولهذا قيل: مَــن أراد أن يخرج من حياتك رأى من ثقب الباب مخرجاً ،ومن أراد الدخول في حياتك صنع من الجدران مدخلاً .
فكثير من الشخصيات الجنوبية بالداخل والخارج وكثير من الكيانات الجنوبية بالحراك الجنوبي وحتى من خارج الحراك الجنوبي برغم عدم توافق آرائها مع المجلس الانتقالي إلّا أنها ظلتْ بجبهة الجنوب تذود عن حقه وقضيته ولم تتخذ من هذا الخلاف ذريعة للتخلي عن قضيتها وعن قناعاتها وموافقها الوطنية أو تنتهزه فرصة لتلمس طريق الكسب الشخصي والارتماء بحضن الخصوم. فعلى سبيل المثال- لا للحصر- لهذه الكيانات الجنوبية التي ظلت قابضة على الحق الجنوبي برغم تباين مواقفها مع الانتقالي وبرغم نظرتها الرافضة للشراكة مع التحالف بهذه الطريقة الضبابية منذ بداية هذه الحرب إلا أنها لم ترتمِ بحضن المهانة والمذلة هي( المجلس الأعلى للحراك الجنوبي بقيادة المناضل حسن أحمد باعوم)، الذي أبى هو مجلس الثوري النضالي أن ينقض غزله النضالي إنكاثا نظير مكسب أو منصب أو يهرول صاغرا الى عتبات خزائن المكاسب الشخصية ،أو إلى مكاتب وإدارات إصدار قرارات تعيينات المناصب، كما فعل بعضهم، برغم وعود المغريات التي تلقاها، ووعيد التهديدات التي واجهها، وبرغم شظف العيش والمتاعب الصحية التي تعاني منها، - متعه الله بوافر الصحة بإذنه تعالى-.
*صلاح السقلدي.