لاازالت اصداء الملحمة التي اجترحها الجنوبيون قبل ايام وبالتحديد يوم الرابع عشر من اكتوبر ذكرى الثورة الجنوبية ضد المستعمر البريطاني والتي انطلقت في مثل ذلك اليوم من العام 1963 لازالت الاصداء تتفاعل متجاوزة حدود الجنوب لتسجل حضورا عالميا وعربيا لشعب الجنوب وتفرض الاعجاب لذلك الشعب الذي رسم لوحة بهيجة صدمت كل المتربصين والمتآمرين والمتخاذلين،
هذه المشاهد جعلت التاريخ يفرد حيزا جديدا من صفحاته ليسجل مآثر وبطولات هذا الشعب الجبار الذي أبى الا أن يحتفل احتفالا يليق بعظمة المناسبة وعظمة المناضلين والشعب الذي انجبهم، رغم الوضع الماساوي رغم الجراح والقتل ورغم الاحتلال الذي يعيشه شعب الجنوب الا انه كان وفيا وهب الى ساحات الشرف والبطولة متخطيا حواجز ونقاط ودبابات وعربات المحتلين ليثبت مرة اخرى انه شعب لايقهر.
من المهرة الى الضالع عمت الاحتفالات تحت أنظار المحتلين وجيوشهم وبلطجيتهم، اذ لم يكن مجرد احتفاء بعيد وطني فحسب ، بل ان وراء هذا المشهد ماوراءه فهذا الشعب يعلم جيدا ان يوم الرابع عشر من اكتوبر هذا العام سيكون مفصليا وسيحدد مسار المرحلة المقبلة من عدة نواحي،
اولا: كان هذا اليوم هاما بالنسبة لشعب الجنوب ليثبت ان ماحصل خلال الفترة الماضية لم يؤثر على وحدته وخياره المعروف وعلى قدرته على الافعال والاقوال وانه ماض في طريقه مهما كانت العثرات والصعوبات.
وثانيا: يعلم شعب الجنوب ان المتربصين به سيجعلون من ذلك اليوم يوم تقييم شامل لدسائسهم وحربهم العسكرية الاعلامية الشرسة والمتواصلة ضد شعب الجنوب وان اولئك قد انتظروا طويلا ليقطفوا ثمار جهودهم الشيطانية المتمثلة برؤية شعب ممزق ظن اولئك انهم قد استطاعوا زرع مايكفي من الخلافات وسولت لهم شياطينهم انهم سيرون شعبا ممزقا ضعيفا متصارعا بعد كل مافعلوه، فكان الرد مزلزلاً أصاب اولئك خاصة حزب التكفير وسحرته بالذهول والقهر على المليارات والاوقات التي صرفها حميد وحزبه لا لشي الا ليتجنبوا رؤية هذا الجنوب الذي تجلى يوم الرابع عشر من اكتوبر ليقول لهم خسئتم وخبتم لقد فشلتم.
وللعالم ولدعاة حوار الاحتلال وللقادة أيضا قال شعب الجنوب بصوت واحد لاتفاوض لاحوار نحن اصحاب القرار، لا أحد لا أحد لا أحد، اقولها ثلاثا يمكنه ان يتجاوز هذا الشعب الجبار وخياره المعلوم للجميع.