هل بدأ سقوط الشرعية والإخوان من شبوة؟

2020-06-18 16:09

 

هل بدأ السقوط الفعلي اثر أحداث نصاب ذات الثقل القبلي العولقي في شبوة اثر حادث اغتيال احد أبناء قبيلة الدولة على أيدي ميليشيات حزب الإصلاح الاخوانجي في نصاب ظلما وعدوانا ؟؟!!

الذي على إثره زحفت قبائل شبوة إلى نصاب والتي تخوض  معارك طاحنة بينها وبين تلك المليشيات والتي تأتي متزامنة مع معارك شقرة بين قوات الانتقالي الجنوبي وميليشيات حزب الإصلاح الغازية القادمة من مأرب !!

وتتناغم تلك المعارك في نصاب وشقرة مع قيام الانتقالي بالاستيلاء على ثمانين مليار ريال يمني أي ما يعادل "320" مليون دولار خلال شهر واحد من أموال البنك المركزي في عدن !!

في الوقت نفسه يتواجد في العاصمة السعودية الرياض رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي ويرافقه أربعة من قادة الصف الأول منذ 20 مايو الماضي والهدف من ذلك هو احتواء ما يعرف بـ(الإدارة الذاتية) للجنوب عند انتقال قياداته إلى الرياض بدلا من ابوظبي مما سهل له ذلك عقد سلسلة من اللقاءات مع سفراء الدول الكبرى لدى اليمن ووفود أممية أشهر لها جملة من المطالب وعلى رأسها التشكيل الفوري لحكومة مناصفة بين الانتقالي والشرعية ولا شك أن وجود قيادة الانتقالي الجنوبي في الرياض استغلت الفرصة ورسخت وجودها المسلح وقامت بالإجهاز على المرافق السيادية في كافة مؤسسات الدولة في عدن ومن ذلك تشكيل سبع لجان اقتصادية للإشراف على المرافق السيادية في كافة القطاعات مما سيقتصر عمل الشرعية على ما يتم إقراره من المجلس فقط مع تمويله ..وبالتالي نزع كل الصلاحيات من وزارات الشرعية في العاصمة عدن وأرسل الانتقالي خطابات رسمية للمنظمات الدولية مطالبا بتوقيع الاتفاقيات الصحية والاغاثية مع لجان الإدارة الذاتية !!

وأوضح الانتقالي انه يهدف إلى تجفيف منابع الفساد وتفادي استخدام المال العام في دعم الإرهاب والإضرار بمصالح شعب الجنوب من بعض قيادات الشرعية المتمردة على اتفاق الرياض !!!

ويسعى الانتقالي جاهدا وجادا لقطع مرتبات القوات الحكومية التي يخوض جيشها معارك في أبين وشبوه وشدد على أن تلك القوات إرهابية.

ويأتي ذلك ردا من الانتقالي الذي ذكر أن الشرعية لم تدفع رواتب عناصره لـ6 أشهر عام 2017م بالإضافة إلى 4 أشهر من هذا العام !!

وقد لجأت الشرعية إلى التوسل للسعودية تجاه ممارسات الانتقالي باعتبارها الضامن لاتفاق الرياض !!

ومن ناحية أخرى قام الانتقالي بتفجير الوضع في شبوة مع قوات الشرعية وأشار الانتقالي إلى أن أحرار شبوة يسعون إلى مقاومة جيش الحكومة وتحرير شبوة وتطهيرها من عصابات الإصلاح ومشاريعه المشبوهة لتعود شبوة إلى حضن الانتقالي لما تمتلك من ثروات نفطية وغازية هائلة.

والانتقالي يدرك صعوبة حسم معركة أبين وشقرة الصحراوية وسيعمل على حرب عصابات في شبوة رغم صعوبة مد المقاومين بأسلحة نوعية مثل الصواريخ الحرارية التي قدمتها الإمارات كما سيعمل على تنفيذ سلسلة من العمليات ضد القيادات العسكرية والأمنية!! م

ومن المؤكد أنها لم تنقطع العلاقات السرية بين حزب التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان" المدعوم من قطر، وبين ميليشيا الحوثي الإيرانية لعرقلة السلام في اليمن، وتشتيت جهود التحالف العربي ويرعى ذلك التحالف السري بين الطرفين، طهران والدوحة!!

وتتضح علاقة الحوثي والإصلاح من خلال إطلاق قيادات الأخير مثلاً مبادرات ودعوات مختلفة بعنوان "المصالحة الوطنية" مع ميليشيا الحوثي، في تأكيد إضافي للأدوار المزدوجة التي يلعبها هذا الحزب ضد أمن واستقرار اليمن والمنطقة

ووفقاً لمراقبين للشأن اليمني لعب الإصلاح في اتجاهين، دعم الحوثي في الجبهات، ومحاولات استهداف الجيش اليمني والتحالف العربي، إلى جانب محاولة ضرب استقرار المحافظات المحررة، بدعم الجماعات الإرهابية فيها.

تحرك ثلاثة ألوية إخوانية من محيط" صرواح" قبل أيام للمشاركة في غزو شبوة، وأبين، وعدن على بعد أكثر من 400 كم !ّ!

 

لعبة الكراسي :

ويتقن الشماليون لعبة المصالح و الكراسي وتوزيع الأدوار فيما بينهم  سواء كانوا من الأحزاب السياسية أومن القبائل  ويتقنونها من باب التضليل على حلفائهم  وشواهد التاريخ كثيرة على ذلك!!

والتاريخ يعيد نفسه منذ تواجد الأتراك في اليمن والمصريون في الستينات!!

واليوم تلعب القبائل  نفس اللعبة و تنقسم  ظاهريا ، نصف مع الحوثي والنصف الآخر مع الشرعية وباب الرزق ميسر ومشروع  للجميع !!

- يقود هاشم الأحمر أكبر ألوية الشرعية ويستغلها  في نهب منفذ الوديعة أحد أهم مصادر الدخل للاقتصاد اليمني، فيما يتواجد حميد في تركيا و شقيقه الأكبر صادق الأحمر شيخ حاشد وأخيه حمير ومذحج في صنعاء بحماية ميليشيا الحوثي.!!

- يتواجد محمد ناجي الشايف ابن شيخ بكيل مع الشرعية في الرياض، وتم تعيينه مُستشارًا للرئيس  عبدربه منصور هادي، فيما والده شيخ بكيل ناجي عبد العزيز الشايف يقف في صف الحوثيين.!!

- يقف علي محسن الأحمر في طرف الشرعية كنائب للرئيس عبدربه منصور هادي، فيما يتواجد ابنه الأكبر محسن علي محسن وعائلته في صنعاء بحماية الانقلابيين!!

- محمد خصروف مدير دائرة التوجيه المعنوي بجيش الشرعية، وشقيقه محمد قيادي في صفوف الانقلابيين!!

- محمد العماد قيادي في ميليشيا الحوثي، بينما شقيقه إصلاحي في صنعاء بحماية الحوثيين!!

كانت الحرب في اليمن دائما وأبدا وستظل لعبة تديرها قرارات و مصالح دولية وإقليمية  وتخطيط وتمويل مالي هائل بالسلاح والمال وشراء الو لاءات .

لكنها في النهاية ليست لعبة مسلية للشعوب المسحوقة البسيطة فليست تلعب حين تحفر قبور ضحاياها وشهداءها, وليست تلعب وهي تشرد وتهجر من بيوتها وقراها ومدنها, وليست لعبة أيضا وهي تحاصر شهورا وربما أعواما وتقتل في المعابر والمنافي.

ليست لعبة أبدا هذه الحرب حتى تتفق هذه الأطراف  في مفاوضات الكذب فيها هو الغالب حين يتساوى لديهم القاتل والضحية ويقرروا من يرتقي لدور قادم في  لعبة أخرى !!..

أن تصبح ميليشيا الدمار والخراب والعنصرية مكون سياسي يشارك في خراب ما تبقى من المستقبل يعد جريمة وخيانة لكل الضحايا وكل الدماء التي سالت.وتعد

خيانة عظمى لما تبقى من روابط الأخوة والوحدة الهلامية في نفوس الشرفاء التواقين   للحرية والكرامة الإنسانية  بعد أن حاولت ميليشيا الحوثي والإصلاح وأدها بشتى الطرق وأبشعها.

وتتزامن مع سوء نية واضحة من هذه المليشيات ،فأي مستقبل سيجمع اليمنيين بكيان واحد يتسم  بالعنصرية  التدميرية ؟! وتحت أي مسمى يصوغه الكبار لنا.!!

وتستمر لعبة  الحرب والمباراة بين الأطراف حتى يمل الجمهور(الشعب ) من تكتيكات المدربين واللاعبين والمرتزقة والمهرجين  ويصفر الحكم ولا يسمعه أحد وتتحول المباراة إلى باب عمليات نهب واستباحة  بين الأطراف ويظل الباب مفتوحا والمباراة مستمرة والحرب مشتعلة ولا أفق ولا نهاية لها والفائزون هم تجار الحروب والخاسر هو اليمن شمالا وجنوبا  !!

د. علوي عمر بن فريد