الفرق بين اليمن والغرب كرواتيا أنموذجا !!!

2020-06-13 14:33

 

لا مجال للمقارنة إطلاقا بيننا وبينهم نحتاج إلى سنوات ضوئية للحاق بهم في كل شيء .. كرواتيا لا زالت تئن من الحرب الطاحنة التي عمت يوغسلافيا في التسعينات وبدأت تنهض وتنفض عن نفسها غبار الحرب الأهلية  بعكسنا نحن  نبرر عجزنا وفشلنا وتخلفنا على الاستعمار و..و..ونحاول أن نغطي ذلك الفشل بمبررات ساذجة  لا يقبلها عقل ولا منطق.

والفرق بيننا وبينهم أن الفشل هو حصادنا والنجاح حليفهم وسأضرب لكم مثلا على ذلك:

رئيسة كرواتيا تقول لن اقترض من البنك الدولي ولو متنا جوعا باعت (الطائرة الرئاسية) الخاصة وباعت عدد(35)سيارة نوع (مرسيدس) لنقل الوزراء!!

وأودعت عوائدها لخزينة الدولة!؟ رفضت بيع وتخصيص مؤسسات القطاع العام الإستراتيجية!! خفضت راتبها إلى(30%) ليتساوى مع متوسط مرتبات عامة الناس!! ألغت علاوات وحوافز الوزراء والسلك الدبلوماسي!!

قلصت سفارات وقنصليات  بلادها في الخارج للحد من الإسراف وتوفير العملة الصعبة!! عندما تسافر في مهامها الخارجية تحجز في رحلات الطائرات العادية ؟

خطبت في شعبها وقالت: لن نقترض من البنك الدولي ولو متنا جوعا.!!

وقالت : لن نستدين إلا لغرض المشاريع الربحية التي تدر دخلا لخزينة الدولة!!

ألغت الضرائب على محدودي الدخل!؟ حاربت الفساد في كل دوائر الدولة!؟

جعلت من بلدها الذي خرج منذ سنوات قليلة من حرب أهلية إلى واحدة من الدول المتقدمة اقتصاديا والمستقرة والمزدهرة.!!

ونحن..الذين ملأنا الدنيا  ضجيجا وطنينا ولا زلنا نتبجح ونتطاول على شعوب الأرض كذبا وزيفا ونتفاخر على الأمم بالإسلام ونحن لا نعمل به ولا نطبقه في حياتنا وسلوكياتنا !!

أين نحن من أهل الغرب وحكامه الذين نتهمهم بكل الموبقات والرزايا التي على وجه الأرض ؟!! أين نحن منهم ؟ هل عملنا بما أمرنا الحق سبحانه وتعالى كما وصف صحابة  النبي محمد صل الله عليه وسلم ؟

الحقيقة أننا  لا زلنا نتقمص شخصيات عبدا لله بن أبي سلول  وأبو جهل بل تفوقنا عليهم ..وتفوقنا على علي بابا والأربعين حرامي ؟!!

صحيح أنهم أئمة الكفر لكنهم لم يغتصبوا أموال الناس وكانت تردعهم أخلاق العرب وشيمها ولو كنوا جاهلية وليسوا كما يفعل طواغيت اليمن اليوم!!

ماذا نقول :  نحن الذين ندعي أن الحق سبحانه وتعالى  أنزل فينا تلك الآيات  ولكنها أنزلت في الرعيل الأول :

" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (-آل عمران –.110)

فهل نحن كذلك كما وصف الحق عباده المؤمنين ؟!!كنا نتمنى أن نكون كذلك ولكن

الحقيقة أنها  ليست كما يدعي حزب الإصلاح المتقنع بالإسلام الذين يسعون في الأرض قتلا وبغيا وفسادا و من على منابرهم وفي مجالسهم ، ولكن حيلهم لم تعد تنطلي علينا وأصبحنا  نردد مقولة " المؤمن لا يُلدغ من جُحر مرتين!" تُرى كم هي المرات   التي لِدُغنا ونُلدغ بها من نفس الجُحر، وبتكرار فج، فهل نحن مؤمنون أم شيء آخر؟

نُقتل بنفس الطريقة، وبنفس الرتابة، وبعين الأسلوب، ونُسرق ، ونهدر الأموال والوقت والجهد، دونما حسيب أو رقيب، حتى اعتقدنا أن  كائنات غير مرئية سُلطت علينا، تقتلنا، وتدمر زرعنا وضرعنا، وتسلبنا مالنا وما ملكت أيدينا، وتحوّل حياتنا جحيماً، هذا هو المُبرر الوحيد !!

مرت  سنوات عجاف، وأشرف الوطن على الانهيار، بسبب "الكائنات غير المرئية"، ومن لم يصدق حكاية الكائنات غير المرئية، عليه أن يقدم لنا اسم مسئول واحد حُوكم وحُكم عليه ، ثم استردت الأموال منه؟!!

وكالعادة  تُسجل الجريمة ضد مجهول، ثم تُطوى، ولكن يعجز عقلي عن فهم جريمة معروف فيها أسم الجاني، ومعروفة جريمته، كيف تُحال إلى أدراج المكاتب المُعتمة؟

لو سُرق من أي مسئول أو سياسي مبلغاً من المال، أو أغتصب حق له كبيت أو قطعة أرض حتى ولو كانت له شرعا وقانونا ، هل سيتردد عن إعادة حقه المسروق أو المُغتصب، وهل يتخلى عن استعادة ما أخذ منه ولو بسلاح الدولة ولبسها وشعارها على رأسه؟؟ لكل من أسأ لشخصه النبيل عبر ما يُعرف بـ"النقد غير البناء"؟ فما بالكم  يادينا صورات السلب والنهب   لا تهتز لكم شعرة، والوطن يُستباح، والمواطن يُسفك دمه، وثروات الشعب تُهدر، وتُسرق عياناً جهاراً؟

بل وتقومون بتحويل ما تقدرون على تحويله خارج الحدود، وتشيدون، وتشترون، وتعمرون،في عواصم الشرق والغرب   وتبنون مستقبلكم  ومستقبل أبنائكم  وأحفادكم، هناك بعيداً عن أرض الدمار والدماء التي لا تتوقف عن الجريان حيث أبيد نصف الشعب وشبع موتا وطاحونة الموت، ومفرمة اللحم البشري لا تتوقف، لا يوم ولا ساعة،ونسأل:

كم عدد قتلى الشعب اليمني على أيدي القوى الظلامية والتكفيرية والمليشيات الحوثية والشرعية ؟ وكم عدد المقعدين والمجروحين والمصابين بعاهات ؟

كم أرملة، وكم يتيم؟

كم بيت دُمر وفجّر، وكم عائلة هُجرّت داخل اليمن وخارجه، وكم هي حقول النفط المستباحة لكبار المتنفذين في صنعاء وفيما يسمى بالشرعية وخارجها  ؟!!

إن القائمة تطول وتطول ولله الأمر من قبل ومن بعد والعاقبة للمتقين .

د.علوي عمر بن فريد