من خلال متابعتنا للأعمال الحربية في جبهتي الجوف ومأرب في الأيام السابقة والحالية تبين لنا من خلال قراءة موضوعية لسير المعارك وسقوط الجبهات فيها أن أمرا قد دبر بليل ..ولم تأت تلك التطورات الدراماتيكية السريعة بالصدفة أو بشجاعة الحوثيين أو تخاذل الشرعية.. بل إن ذلك القرار قد اتخذ من قبل قيادة التحالف العربي وأخذ زمام المبادرة الذي ظلت تحت هيمنة حزب الإصلاح طوال الفترة الماضية و اتخذ من مأرب قاعدته الحربية وكرا للتحالفات السرية مع قطر وتركيا وكذلك العمل سرا مع الحوثي وفي الوقت نفسه ظل يسيطر على القرار العسكري داخل الشرعية ذاتها وخاصة في جبهات : الجوف— مأرب – صرواح – نهم !!
علما أن انتهازية الإصلاح لم تمر على التحالف العربي عندما وضعه تحت المجهر طوال خمس سنوات ولكنه ظل ممسكا بالعنان تارة يشده وأخرى يرخيه ووضعه تحت المراقبة ولم تغب ألاعيبه على التحالف لحظة واحدة حتى جاءت اللحظة المناسبة فرفع الغطاء الجوي عن الجبهات المذكورة عمدا حتى يعيد خلط الأوراق من جديد وقد تحقق له ما أراد ..وضرب عصفورين بحجر واحد حيث سمح للحوثيين بالتمدد وإضعافه وتشتيت قواته ، وفي الوقت نفسه كشف الإصلاح أوراقه بانسحابه من مأرب والاتجاه جنوبا والتمركز من شقره حتى شبوة وتم ذلك بالتنسيق مع الحوثي مناصفة على أن يكون رأس الحربة في عملية إعادة احتلال الجنوب من جديد !!
في حين يسعى التحالف لإعادة توازن القوى من جديد وإعادة تأهيل قوات الحرس الجمهوري التابعة لصالح سابقا وطارق حاليا للدخول في المعادلة الجديدة !!
هذا في الشمال أما في الجنوب فيرغب التحالف على إبقاء المجلس الانتقالي في الجنوب خاصة في عدن ولحج وأبين والضالع ريثما تستقر الأوضاع في شبوة وحضرموت والمهرة وإحكام السيطرة عليها من قبل التحالف لإعادة ضمها إلى محافظات الجنوب الأخرى !!
والتحالف قد استوعب الأوضاع السياسية والعسكرية والقبلية والحزبية في اليمن بعد خبرة امتدت عشرات السنين من المداهنة والترويض وفهم ألاعيب كل الأطراف اليمنية شمالا وجنوبا ،وبعد هذا كله وجد أن الحل الوحيد ليشكم كل الأطراف هو تحقيق توازن بينها وتبقى رمانة الميزان في الوسط في يده حتى لا ينقلب فريق على آخر .. وإعادة ترتيب البيت اليمني من جديد وفق رؤية متفق عليها مع كل الأطراف بالتراضي والليالي حبلى بمفاجآت كبرى ستذهل الجميع وسياسة احتواء كل الأطراف هي الوسيلة الوحيدة ليبقى زمام الأمور في يد الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية بموافقة الكبار وتحت السيطرة .. وقطع الأيادي الإقليمية الأخرى التي تحاول العبث بأمن اليمن والمملكة ودول الخليج والى الأبد!!
د. علوي عمر بن فريد