عندما يحكم البلاد شلة من العملاء و المرتزقة

2020-03-16 17:10

 

عندما تم إقصاء الوطنيين الشرفاء من سدة الحكم بحرب صيف عام 94 ، وتسيد المشهد السياسي العملاء والمرتزقة ، والذين بعد إن تسيدوا ، لا يمكن إن يتخلوا عن المكاسب و المغانم التي حصلوا عليها ، و التي جعلت منهم حكاما وأصحاب أموال طائلة . وبالتالي اوصلوا البلاد ، الى هذه الحالة ، من الحروب والفساد والإرهاب ، والظلم والفقر والمرض ، والجهل والتخلف ، والتي هي مستمرة لحد اليوم .

 

فهؤلاء العملاء كما هو معروف وواضح ، أنهم من يعمل لصالح الدول الأجنبية ، على حساب مصلحة الوطن ، بأجر زهيد ، و ينفذون الأوامر التي تأتيهم من الخارج .

اما المرتزقه ، فهم لا يقلون خطوره عن العملاء ، و هم على اتم الأستعداد في عمل أي شيئ وضيع و دوني ، في سبيل الحصول على الأموال و المغانم و المكاسب ، و ليس في قواميس المرتزقة ، كلمات مثل الأمانة و الصدق و الخلق الرفيع ، ولا يمتلك المرتزقة مثلهم مثل العملاء ، أي وازع ديني أو شعور وطني او اخلاقي ، فهم لا يرون في الوطن ، الا سلعة او بضاعة تباع و تشترى و تسرق ، ولا يرون في الوطن ، إلا مدى الفائدة المادية التي سوف يحصلون عليها من عمليات الأرتزاق ، التي وهبوا انفسهم لها .

 

اما اذا ما اجتمع الأثنان معا العملاء و المرتزقة في بلد ما ، وكانوا على قمة هرم البلاد السياسي والاجتماعي ، عندها سوف تكون الكارثة الرهيبة قد حلت على تلك البلاد . ان الذي اضاع الوطن ، و بدد ثرواته ، وجعل من الدولة دولة ضعيفة واهنة ، و صارت شبه دولة متهاوية ، تنخرها الميليشيات ، هم أولئك العملاء والمرتزقة .

 

إن الأزمة المالية الخطيرة الحالية ، والتي نتجت عن الأنخفاض الكبير في اسعار النفط ، المصدر الاساسي للدخل و العملات في البلاد ،والذي لم يجد له بديلآ ، بسبب أيضا انخفاض أسعار النفط في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ، مما يهدد بحلول كارثة اقتصادية وسياسية واجتماعية في البلاد ، وكما هو متوقع ، فأن هذه الحكومة سوف تعجز عن دفع اجور الموظفين و رواتبهم ، وهذا يعني ان الشعب بأجمعه ، سوف يكون عند مستوى خط الفقر و شبح الفاقه و الحاجة ، هذا ما جناه الشعب ، من وراء حكومات عميلة فاسدة ، تتكون من العملاء و المرتزقة ، وضعت مصالح الأجنبي ، و اطماع قادتها ، فوق مصالح الوطن ، ومستقبله .