كلانا لاجئين وإن كنا مقيمين في السعودية أو حتى في أوطاننا

2020-01-08 11:27

 

كانت الرحلة المتجهة من الرياض الى جدة برا تبدأ عند السادسة مساء ، فاتجهنا عند السادسة إلا ربعا إلى البوابة العاشرة الخاصة بالركاب المسافرون من الرياض الى جدة ، ثم اتجهنا إلى الباص المخصص لرحلة السادسة مساء إلى جدة ، فكان على يميني اثنين ركاب أحدهما سعودي أو يمني والآخر فلسطيني ، وكان المقعد الذي على يساري فاضي ، وبعد أن مشى الباص فترة من الزمن حدثني الرجل اليمني أو السعودي فقال سيتحول الرجل الفلسطيني إلى عندك ، فقلت له لماذا الرجل قاعد في مقعده فسكت ذالك الرجل ، شعر الرجل الفلسطيني إن ذالك الرجل متضايق من قعدته الى جانبه ، فاستاذني ذالك الرجل الفلسطيني قائلا : سانتقل إلى جانبك فقلت على الرحب والسعه أنا أحب الفلسطينين فأخذ مكانه إلى جانبي عن يساري ثم سألني قائلا : إنت جنوبي قلت له نعم جنوبي وكان عندنا قبل الوحدة الكثير من الفلسطينيين ، قال اعرف كانوا يدربوا في عدن لهم معسكرات فقلت له نعم ، ثم قال ليس كما دولة الجنوب دولة كانت مخلصة للفلسطينيين في دول العالم العربي فانتابتني حالة من الفخر والاعتزاز بذالك .

كان يحدثني عن فلسطين وحنينه إليها وهو يكاد يذوب شوقا وحنينا إليها ، وهو يقسم بالله لو سمحت له الظروف ليغادر المهجر على أول وسيلة سفر إلى فلسطين ، كان يشير إلى جسده ليقول أن في كل شبر من هذا الجسد طعنة من كل نظام عربي ، إلا نظام الجنوب قبل الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية .

عندما وقفنا في منتصف الطريق لصلاة وتناول وجبة العشاء ، ذهبت إلى المسجد أولا لاتوضاء واصلي المغرب والعشاء قصرا وجمعا ، وعند عودتي إلى المطعم وجدت ذالك الرجل الفلسطيني يتناول وجبة عشاءه ، فاقسم قسما غليظا إلا إن اشاركه وجبة عشاءه فحاولت إن اعتذر له لكنه أبى ، فاكلناها مناصفة وكلا منا أخذ ما يكفيه منها .

وفي تمام الساعة السادسة صباحا ودعته في محطة باصات جده ولسان حالي يقول كلانا لاجئين وإن كنا مقيمين في السعودية أو حتى في اوطاننا .