مثلت لحظة توقيع اتفاق الرياض، في الخامس من نوفمبر الماضي، لحظة تاريخية، وفصلا جديدا، للشمال قبل الجنوب
ومع دخول الاتفاق شهره الثاني، تسلل الإحباط إلى المجتمع الدولي، نتيجة لعدم تطبيق اي من بنوده، وفقا للجدول الزمني المشمول في الاتفاق.
فأول خرق لبنود الاتفاق وجدوله الزمني، تعلق بتشكيل حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب من 24 وزيرا، في 5 ديسمبر الماضي.
ومع تجاوز تاريخ تشكيل حكومة المناصفة، بدأت الشكوك حول مصداقية حكومة الشرعية في تطبيق الاتفاق، إلا أن المجلس الانتقالي الجنوبي، شدد في أكثر من موقف على تمسكه بافتراض حسن النية.
بالتزامن، لاحت في الأفق تحركات مشبوهة، لتغيير التموضع العسكري لمليشيا الإخوان التابعة للشرعية، في عدد من المحافظات بالمخالفة لنصوص اتفاق الرياض، ما دفع المجلس الانتقالي الجنوبي إلى فضح خروقات حكومة الشرعية الخاضعة لتنظيم الإخوان الإرهابي.
وبدلا من عودة حكومة الشرعية إلى رشدها، والالتزام باتفاقها المشهود أمام العالم، واصلت محاولات الدفع بمليشياتها إلى محافظات أبين وشبوة.
مواقف متلاحقة تبنتها حكومة الشرعية، أو أجنحة تتحكم بها، دفعت مراقبين إلى مقارنة سلوكها بسياسة مليشيا الحوثي مع اتفاق الحديدة، في تحذير من محاولات وأد اتفاق الرياض.
وفيما يبدو خرجت حكومة الشرعية، من سياسة المماطلة والتسويف، إلى الاشتباك المباشر، بعدما دفعت بمليشيات الإخوان الإرهابية إلى شبوة، لتحاصر قرى لقموش في شبوة، وتتبع الحصار بهجوم غادر.
التصعيد الإخواني في شبوة، سبقه ترصد لنشطاء جنوبيين، واختطاف عدد منهم، ليفضح استشهاد يسلم حبتور، انتهاكات حكومة الشرعية ومليشياتها، تجاه المواطنين الأبرياء العزل، حيث قتلته تحت التعذيب، وذهبت لأسرته لتسلم جثمانه بعد 24 ساعة من اختطافه.
تصعيد مليشيا الإخوان، وإرهاب أهالي محافظات الجنوب، ومحاولات تغيير خريطة الانتشار العسكري على الأرض، يبدو أنها خيبت آمال المبعوث الأممي مارتن جريفيث، الذي حذر من انهيار اتفاق الرياض مؤكدا أنه سيكون مدمر.
ومع استمرار كسر المزيد من التوقيتات الزمنية الدقيقة لاتفاق الرياض، دون تحرك واحد نحو تطبيقه، قرر المجلس الانتقالي الجنوبي التحرك دبلوماسيا، وقرع جرس إنذار باستحالة الصمت على الانتهاكات المتواصلة، بإعلان تعليق مشاركته في لجان تنفيذ اتفاق الرياض.
ويبدو أن الايام القادمة حبلى بالمفاجآت، إذا واصلت مليشيا الإخوان إرهابها لأبناء الجنوب، والأبرياء العزل، مع انكشاف محاولات جناح الإخوان في حكومة الشرعية، استدعاء تركيا للتدخل، بهدف إخضاع الجنوب واليمن لتنظيم الإخوان الدولي.
*- شبوه برس – المشهد